حزن في كأس
عدد المساهمات : 4371 نقاط الامتيـــــاز : 43247 تاريخ التسجيـل : 17/08/2009 تاريخ الميلاد : 09/03/1973 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : جنس العضـو : رسالة SMS : اوسمة الامتياز :
| موضوع: قمة الود وقاع البغض في ذاتك السبت يناير 02, 2010 6:08 pm | |
| لدينا طقسنا الداخلي، نحسه ونتلحفه، ثم نصنع منه دون وعي مناخاتنا الخارجية، كلنا نتاج ما نحس ونشعر، وليست سلوكياتنا بمعزل عن دواخلنا، فهذا الأثر من ذاك المؤثِّر، تتملكنا نوازع الإنسان، وتتقاذفنا المشاعر المتلاطمة فنقع أسرى الحب حيناً، وتهوي بنا البغضاء في قيعانها أحايين أخرى، تسري في دواخلنا نفحات العطاء أواناً، وتتغلب فينا شهوة الامتلاك والانحياز للنفس أوانات أخرى، نغضب ونفرح، نعطي ونمنع، نضحك ونبكي .. وفي كل أحوالنا لسنا سوى نتاج مشاعرنا المتغطرسة في عمق أجوافنا! فاعلموا ..أن مناخاتنا الخارجية هي صدى لما نعيشه من طقس داخلي، ولا نملك من ذلك فكاكاً إلا بمهارات وقدرات خاصة، قد نكتسبها بالفطرة، وقد نوجدها وننميها بالمران ولجم الهوى. لذلك ..إن أقوى مهارات الإنسان أن يقف في وجه نفسه، أن يسبح ضد تيار الأنا، أن يصوغ من عتامة الكراهية ثريّات مضيئة بالحب، وأن يتسامح مع عدالة العين بالعين والسن بالسن، فيحلِّق في فضاء الإحسان لمن آذى، والعطاء لمن أجحف، والابتسام لمن قطب حاجبيه وكشَّر عن نابيه. لماذا ..لأنها هي تلك أشرس معاركنا حين التنادي للنزال، وهل أقسى من أن نجعل من أنفسنا غريمة نتنادى لنزالها. ولاننسى ..أن هذا الإحساس كم يؤرِّق إنسان اليوم، وكم أنه فيروس المدنية الذي أطلقته الحضارة وفقدت زمامه، وكم أنه غربة كئيبة تكتسح الدواخل، وتملأ النفوس قتامة، تهرب فيها الذوات من المعركة لساحات أخرى، حيث تذوب المواجهة لتتحول لغمامات من الوهم يهرب معها شبابنا إلى غرف الدردشة مع مَن لا يعرفون، ويبوحون بمشاعرهم - بل بأسرارهم - لمن لم يلتقوهم أبداً في حياتهم، ويغرق آخرون في متابعة الأفلام بشكل أقرب للحالة المرضية، رعب وخيال علمي وعنف وجنس وهلوسة. فلذلك ..لا تستغرب إذا تلفت في الشارع المزدحم، ورأيت من يكلم نفسه، ويحرّك يديه دون وجود من يكالمه، ولا تتفرس في الوجوه إذا ركبت الطائرة أو الحافلة، لأنك ستكون متلصصاً لمناظر الوجوه التي يلفت نظرك الوجوم الذي يسودها، والانطواء على الذات الذي يخيّم على الجميع! لأن ..الهموم العامة انزوت أو كادت، الحوار أصبح محصوراً بين النفس وصاحبها، وهذه حالة غريبة عجيبة من الغربة في قرننا الحادي والعشرين، وهي غربة النفس بين أهلها وعشيرتها، هي غربة جغرافيا الأحاسيس والمشاعر، وهي غربة الإنسان عن نفسه وعالمه. ولاتنسى ..فالحالة ليست شبابية بشكل محض، بل هي عامة، وصحيح أن الشباب هم الأكثر اكتواءً بغربة الذات، وكم أبحرت في منتدياتهم متلمساً ما يحسون ويستشعرون، فوجدت الاغتراب الداخلي جزءاً من بوحهم الدائم، ووجدت ملاذاتهم الآمنة نفساً وروحاً هي لمن لا يعرفون، حيث صنعوا بمهارة عالمهم الافتراضي، وهربوا بدواخلهم عن عالمهم الحقيقي، وكل بما كسبوا فرحون! وغيرهم ..غير الشباب أيضاً من هم ينطوون على ذواتهم، ويغرقون في (دياليجهم) الداخلية، وما حالات الاكتئاب والانتحار والانزواء عن الحياة العامة والتي نسمع بها ونقرأ عنها إلا انعكاس للظاهرة، وما ضحاياها، وكثير منهم تخطوا الأربعين، إلا ثمرة ما يجري وينخر في العظام! ولكن لماذا؟هل الحزن قاسم مشترك في حالات الاغتراب الداخلي؟ نحن لا نجزم بقول نعم، لكننا نقر بوجود صلة ما بين أحزاننا وحالات الغربة في الديار، فأينما كنا فنحن جزء من كل، وجميعنا في مركب واحد، تتقاذفنا الأمواج سوياً، وتتهددنا الترسانات النووية سوياً، وتقلقنا تغيّرات المناخ سوياً، ويقضّ مضاجعنا نضوب الثروات سوياً، ومهما انطوينا على ذواتنا - جزء من كل - نستشعر ما يجري من حولنا حتى لو مارسنا الهروب، وتغرقنا الأحزان مما يرد إلينا من أخبار الظلم والجور والحيف وسلب الحقوق. ولنتذكر ..أن الإنسان لا يستطيع بمفرده تغيير الدنيا، والدنيا تسير بدفع ذاتي تتحكم فيه قوى بعضها ظاهر وبعضها خفي، والإحساس بالضعف والهوان أصبح شعوراً إنسانياً طاغياً على سطح الكرة الأرضية، فكيف لا يكون الحزن رقماً أساسياً في غربة الإنسان الداخلية، وكيف لا يلوذ الكثيرون بالوهم وبالعوالم الافتراضية لصنع واقع فشل عقلاء العالم في توفيره وصنعه؟! أجل ..لكل منا طقسه الداخلي، ولكل منا أحزانه المغمودة في الكبد، وإذا شئنا يوماً أن نحاكم مناخاتنا الخارجية فلا بد أن نستصحب طقسنا النفسي، والسفينة التي نبحر جميعاً داخلها، ومخاضات عالم لا يعرفنا إلا كأرقام، حيث تلاشينا في زحام لا يقر بنا ولا يسمع صدى لوجعنا وأنيننا! أحبابي .. نحن نظل نحن، إذا امتلئنا حزنا فلن نغير القدر، وإذا تشبعنا فرحا فلن نخرق الأرض، وما نحن إلا نحن، فلنتصادق، ولنتحابب، ولنتناصح في نحو وسير حياتنا - المستقيم - الذي لن تغيره جوازمنا ولا نواهينا. وأخيرا ..هذه دراسة فلسفية لأحد فلاسفة علم الذات، أعجبتني، وأضفت عليها ماراق لي، واستطعت أن أخطه.
| |
|
انثى من زمن النقاء
عدد المساهمات : 20012 نقاط الامتيـــــاز : 98962 تاريخ التسجيـل : 10/04/2009 تاريخ الميلاد : 12/06/1973 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : المـــــــزاج : جنس العضـو : احترام قوانين المنتدى : رسالة SMS : وسائط MMS : اوسمة الامتياز :
اضافات منتديات جسر المحبة توقيت دول العالم: عداد زوار منتديات جسر المحبة:
| موضوع: رد: قمة الود وقاع البغض في ذاتك الأحد يناير 03, 2010 11:18 am | |
| | |
|
كنان798
عدد المساهمات : 2218 نقاط الامتيـــــاز : 27419 تاريخ التسجيـل : 22/12/2009 تاريخ الميلاد : 19/01/1980 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : المـــــــزاج : جنس العضـو : احترام قوانين المنتدى : رسالة SMS : لا اله الا الله محمد رسول الله
وسائط MMS : اوسمة الامتياز :
اضافات منتديات جسر المحبة توقيت دول العالم: عداد زوار منتديات جسر المحبة:
| موضوع: رد: قمة الود وقاع البغض في ذاتك الجمعة يناير 08, 2010 11:54 am | |
| لازم الارادة القوية الي تخلينا نجتاز كل الصعوبات | |
|