ركآئز في فهم القرآن

نص العلمآء على أن قرآءة القرآن أربعة مرآحل :
الأولى : قرآءة ..
الثانية : تدبر ..
الثالثة : فهم ..
الرآبعة : تطبيق ..

وأغلب النآس اليوم يتوقف عند المرحلة الأولى وهي قرآءة حروف القرآن .. ويأخذ بذلكـ أجرا عظيما .. ومن النآس من يتخطى تلك المرحلة إلى القرآءة والفهم .. ومن النآس من يتخطى إلى المرحلة الثالثة قرآءة ثم فهم ثم تدبر , وهذه المرحلة التي قآل الله تعالى عنها { كتآب أنزلنآه إليكـ مبآركـ ليتدبروا آيآته } وهذه غآيآت من إنزآل القرآن , ولكن الغآية العظيمة من إنزآل القرآن وبها يكون القرآن حجة لكـ أو عليكـ هي :: تطبيق القرآن , وترجمة القرآن وآقعا عمليا ..

الله تعآلى سمى القرآن شفآء , والشفآء لا يتحقق إلا بالتطبيق فلو تخيلنا أن رجلا مرض ثم ذهب إلى الطبيب فكتب له الدوآء في ورقة , فلايكفي هذا المريض أن الطبيب كتب له الورقة ’ ولو قرأها المريض لم يتحقق له الشفآء , ولو أنه قرأ الوصفة وفهمها , أيضا لم يتحقق له الشفآء إلا عند تطبيقها ..

وكذلكـ كلام ربنا تبآكـ وتعآلى لايكون به الشفآء إلا عند تطبيقه , وهذا الفهم هو الذي فهمه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولهذا قآل عثمآن رضي الله عنه : لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم ..
وتجد أننا اكتفينا بحفظ وتحسين الصوت بالقرآن بالتطبيقه وترجمته , ولذلكـ أفرآد الأمة ليسوا مطالبين مطآلبين بحفظ القرآن وتجويده لكنهم جميعهم مطآلبون تطبيق القرآن , ولذلكـ ابن مسعود رضي الله عنه قآل : كبرآء الصحآبة لم يكن معهم النزر اليسير من القرآن ..
ولو نظرت إلى حياتهم كآنت ترجمة حقيقة للقرآن , ولهذا أثر في حياتهم تأثيرا كبيرا , عمر ابن الخطآب –رضي الله عنه – عندما يسير على النآقة فيسمع { ونفخ في الصور * ذلكـ يوم عسير * على الكآفرين غير يسير } فيسقط من دآبته ويعوده النآس في بيته أسبوعا .. !! أرأيتم كيف أولائكـ عآشوا روح القرآن .. ؟! وفهموا روح القرآن ,, ولم يكتفوا بالصورة الظآهرة ومرآده نهآية الصور وكم ختم وكم قرأ .. !!

يقول الإمام الطبري في كتآب الجامع لأحكام القرآن >>> ولما كآن هذا الكتآب ( أي القرآن) بهذه المنزلة , حيث نزل به أمين السمآء على أمين الأرض عزمت أن أفني فيه عمري , واستفرغ فيه طآقتي ..
ابن تيمية كآن يقول كلمته الخآلدة في آخر حياته : لو استقبلت من عمري ما استدبرت لأفنيت عمري في كتآب الله ..
ابن عثيمين رحمه الله تعالى في آخر حياته كل ما جآءه من يسأله في ما ذا يتخصص قال له : في القرآن وفي التفسير ..

ألا نكون أذكآء ونتوج إلى كتآب الله وفهمه وتدبره ..؟!!! أن يسأل أحد نفسه كيف أكون وأنا على وجه الأرض أن أكون ترجمة للقرآن ( قرآن يمشي على الأرض ) كما كآن النبي صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن ..

بعض الخطوآت في تدبر وفهم القرآن :
1/ تعظيم الله . إذا قرأت القرآن وأن تعلم من قآله ويقع في قلبكـ تعظيم للرب تبآركـ وتعآلى سيتغير فهمكـ للقرآن كثيرا , لا تكتفي بالأحرف فقط وأنه كتآب مقدس وموقر فقط , بل استشعر حقيقة أن هذا الكلام كلام الله العظيم الذي خلق السموآت والأرض ..
نحن الآن لمن نعظم أفلاطون أو شكسبير أو غيره من العلمآء عندما نجد لهم قصآصة أو أي شيء ننطلق إليها مبآشرة , كيف لو كآن الكلام كلام الله .. !!!

2/ أن تقرأ القرآن وأن تبحث عن مرآد الله , فانت عبد مطآلب بأوآمر ,, ومنهي عن نوآهيه , وعليك رقيب وعتيد , وأمامكـ جنة ونآر , ولا يستطيع أن يحكم بذلكـ أحد إلا الله .. فأقرأ لتعرف ماذا يريد الله منكـ ..

3/ استصلاح القلب ( التخلية قبل التحلية) لابد من تصفية هذا القلب من ركآم المعآصي والذنوب , والله تعالى يقول { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفآلها } فهم القرآن مهما بلغت فيه لن تستطيع أن تصل إلى نهآيته , ولهذا قآل سهل التستسري كلمته الجميلة : لو فتح الله على عبد من عبآده في كلمة من كتآبه ألف فهم , لم يبلغ نهآية ما أودعه الله في هذه الكلمة , لأن كلام الله صفته , فكما أن الله ليس له نهآية , فصفته ليس لها نهآية , والقرآن منزل والعقل مخلوق , فلا يبلغ فهم كلام الله عقول محدثة مخلوقة ..
وقبل ذلكـ قول الله تعالى { قل لو كآن البحر مدآدا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمآت ربي }

4/ تطبيق القران على نفسك , الله يقولكـ { يا أيها الإنسآن ما غرك بربك الكريم } الله ما يحدث أحد غيركـ , الله يحدثك أنت ..!! وأحد السلف كآن يقول : لن تفهم كلام الله حتى تستشعر أن الله يخآطبك , { حتى إذا جآء أحدهم الموت قال ربي أرجعون } من الأحد ؟ أنا وأنت .. أنت أستشعر هذه اللحظة , وسيرد الله عليكـ { كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } استشعر أن الله يخآطبك أنت لا يخاطب أحد غيركـ ..

5/ تطبيق القران .. إذا قآل الله تعالى { أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض } أغلق المصحف وتأمل وانظر .. وقال تعالى { أولم ينظروا في ملكوت السموآت والأرض } تأمل في نفسكـ وتأمل في يدكـ وتأمل في قلبكـ وتأمل في صحتكـ .. وإذا قآل الله { إذا زلزلت الأرض زلزالها } استشعر فعلا أن هذه الأرض ستزلزل ,, إذا قآل الله { قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كآن عآقبة الذين من قبل } سروانظر كيف كآنت الأمم السآبقة .. بشر وأمم عآشت على هذه الأرض

بهذه بمجموعها نعيش مع القرآن وسنعيش روح القرآن , وسيفتح الله علينا من كنوزه وأسرآره شيئا عجيبا لن نبلغ نهآيته ..
نسال الله أن يعيننا على تدبر القرآن وفهمه , وأن يجعلنا من أهله وخآصته ..

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..




ملخص من درس ركآئز في فهم القرآن ..
للشيخ : يآسر الدوسري حفظه الله..