انثى من زمن النقاء
عدد المساهمات : 20012 نقاط الامتيـــــاز : 99165 تاريخ التسجيـل : 10/04/2009 تاريخ الميلاد : 12/06/1973 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : المـــــــزاج : جنس العضـو : احترام قوانين المنتدى : رسالة SMS : وسائط MMS : اوسمة الامتياز :
اضافات منتديات جسر المحبة توقيت دول العالم: عداد زوار منتديات جسر المحبة:
| موضوع: فتنة التجريح والتصنيف الخميس فبراير 17, 2011 11:18 pm | |
| فتنة التجريح والتصنيف للشيخ عدنان العرعور حفظه الله
سقط كثير من شباب الصحوة في فتنة تجريح العباد ، وانشغلوا بتصنيف الناس ، فوقع بينهم من الخصومات والهجر ، وفساد ذات البين ما الله به عليم . وترى هؤلاء ؛ كأنه لاهم لهم إلا التجريح ، ولا علم عندهم غير التفضيح ، ولا دعوة لهم سوى التبديع ، ولا عمل لهم عدا التنقيب عن العيوب بالمجاهر ، ولا حديث لهم حاشا القيل والقال . وحقت فيهم كلمة بعض السلف (( أمرنا الله بالإكثار من ذكره ، فذكرنا الناس أكثر )) . وإذا ما غشوا مجلساً ، رأيت انتهاك الأعراض ، وكشف العورات ، وبذاءة اللسان ، ولم ينج من ذلك ولا الأئمة الأعلام . فانقضوا على كتب خيرة الناس يفلونها ، ثم عن العيوب ينقبونها ، ثم بين الناس ينشرونها ، ولربما حرقوها ، وحذروا الناس منها ، وما علموا أنه لم يكتمل كتاب بعد كتاب الله ، ولم يُعصم أحد بعد رسول اللهr . وتمادوا في هذا ؛ حتى أصبح شغلهم الشاغل ، وهمهم الكبير ، وهاجسهم الدائم ، حتى صار ذلك ليلهم ونهارهم ، وعملهم ودعوتهم ، ووسيلتهم وغايتهم ، فأضاعوا في ذلك أوقاتهم ، وأشغلوا أنفسهم وإخوانهم ، عما ينفعهم ، وعما أمرهم به ربهم ، فقلّ بذلك علمهم ، وخفت تقواهم ، حتى صاروا يذكرون العباد أكثر مما يذكرون الله تعالى . ألهذا يا عباد الله خلقنا ؟!؟ أم بهذا يا أهل الإسلام أمرنا ؟ ألم يكره لنا الله قيل وقال .. ألم يحرم علينا اللمز ، ][ . جاء ناشئ منهم إلى شيخنا الألباني حفظه الله ، فطلب مني الشيخ أن أنصحه ، وعن هذا المنهج أن أردعه .. فكان منهم - لأجل هذا - ردة فعل ، شحنت بالافتراء ، وملئت بالتدليس ، والتباكي على دعوة الحق . . وجاء آخر إلى أخينا وشيخنا محمد عيد العباسي حفظه الله .. يسأله عن الرجال والتجريح والتصنيف .. فقال له الشيخ : (( ألهذا خلقت ..؟ أبهذا أمرت..؟ )) فسكت الشاب . ولهذا وجدنا كثيراًَ منهم في الإثم قد غطس ، وعن الاستقامة قد انتكس ، وترك الدعوة ولحق الفجور ، وقد عرفت شباباً لهذا المنهج متحمسين.. لا يكاد ينفك لسانهم عنه ، ولا يجلسون مجلساً إلا فتح هذا الملف فلان .. وعلان .. فمنهم من فضحت دخيلته ، ومنهم من ارتكس عن الهداية ، وترك هذا المنهج بل والعبادة ، ومنهم من سافر إلى بلاد الغرب.. فغرب وشرق.. وضاع هناك، وانتكس .. والأمثلة كثيرة ، نسأل الله الستر والعافية . ولعل ذلك عقوبة لما اقترفت ألسنتهم من الغيبة ، وما فعلته أيديهم من الإثم والوشاية . حججهم والإجابة عنها : يستعمل أصحاب هذا المنهج من القواعد ، ويطلقون من العبارات ، ما يتوهم به أنـهم على الحق (( تجريح أهل البدع))(( الجرح مقدم على التعديل))((لا تجالسوا أهل الأهواء)) ، ((التحذير من الابتداع وأهله)) ، وليس الخلاف في صحة هذه القواعد ، ولكن الخلاف في ثبوت التهمة ، وفي فهم الدعوى والحجة ، وفي تنـزيل الأحكام على أعيان الأمة . والخلاف ؛ فيمن يحق له هذا..؟ وعلى من يجب..؟ هل يجب على كل مسلم ، أن يطيل لسانه في هؤلاء العلماء والدعاة..؟؟ لمخالفة في اجتهاد اجتهدوه ، أو لخطأ فعلوه !!. هل يجوز هذا لمن لم يترب على أدب الخلاف ..؟ ولم يتعلم أصول الفقه وقواعده..؟ هل يجوز هذا لمن لا يفرق بين خطأ التمثيل وخطأ التأصيل..؟!؟ وإذا سلمنا أن الجارح يفقه كل هذا ، فهل يجوز زج الناشئة في هذا ؟ وجعله شغلهم الشاغل .. وهاجسهم الدائم وإيجاد صراعات بينهم .. لا يحسنون خوضها .. أشغلتهم عن دينهم وعملهم وعبادتهم ودعوتهم ... من يجيز هذا إلا رجل أحمق .. أو خبيث . أو كلما أخطأ عالم ، أو انحرف في فهم أو مسلك داعية ، انشغل به الكبار والصغار ، في الليل والنهار . حدثني ثقة عن كبيرهم : أنهم كانوا يمكثون الساعات الطوال في الليل والنهار ، لا حديث لهم إلا تصنيف فلان ، والطعن بعلان ، وبخاصة في أيام الحج والعمرة ، أيام التعبد والمغفرة . ويسمرون على التصنيف والتبديع إلى وقت السحر ، ثم يتسحرون بلحوم العلماء والدعاة . وقال : كانت تفوتنا صلاة الجماعة ، ونحن منشغلون بالطعن والتجريح ، قائمون على سوء النية والتقبيح ، فإذا نبه إلى هذا منبه ، قال كبيـرهم : هذا من أوجب الواجبات . ألهذا يا عباد الله خلقنا .. أم بهذا يا أهل الإسلام أمرنا ؟. الأسباب الكامنة وراء منهج التجريح والتصنيف : كنت دائماً أفكر في الأسباب الكامنة وراء هذا الغلو في التبديع ، والمبالغة في التجريح ، حتى لا يكاد الرجل يعرف إلا بذلك . فهي كالفاتحة لصلاته ، وكالماء لحياته ، فلا علم إلا علم التنقيب والتجريح ، ولا دعوة إلا دعوة التبديع والتفضيح ، ولقد فكرت في هذا ملياً ، حتى أثار هذا في ذاكرتي أمراً ، وهو أني لما كنت يافعاً، كنت أسكن-وأنا يافع- بجوار مجزرة ، وكان لا يخلو يوم من اقتتال بين الجزارين ، وجري للدماء بالطعن بالسكاكين!! وكنت أفكر دائماً ، لماذا يكاد يحصل هذا يومياً بيـن الجزارين ؟! ولا يحصل بين المدرسيـن ؟!؟ ثم أدركت أن سر ذلك ؛ يكمن في اعتياد الجزار على كثرة الطعن والذبح ، وألفته رؤية الدماء .. حتى مرد على ذلك ، وأصبح ذلك مهنة له ، و أصبح الطعن عنده ميسوراً ، والنظر إلى الدماء مألوفاً، وهو لم يتعلم ويترب كما تعلم المدرس وتربى ...لم يتعلم حل مشكلاته مع ضحاياه من الحيوانات إلا بالتجريح والطعن ، فسهل عليه بعد ذلك طعن أخيه ، ورؤية دمائه ، دون وجل ولا ورع ، لأي مشكلة تقع ، ولأي خطأ يحصل . وقال لي فاضل من الجزائر الحبيبة : إن مثل هؤلاء كمثل من وزع سلاحاً على أطفال ، ثم أمرهم أن يستعملوه .. فتصور بعد ذلك ، ماذا يجري ؟!؟ وماذا يحدث . وهكذا إخواننا ؛ فإن من أوائل الدروس التي أخذوها التجريح ، و من أوائل العلوم التي تلقوها التبديع ، وأول تربيتهم كانت على الاتهامات بالظنون، فما تعلموا حسن الأخلاق، ولا طيب الكلام، ولا أدب الخلاف ، ولا تربوا على ستر العيوب ، وبذل النصيحة ، بل تعلموا فظاظة العبارات ، وغيبة العلماء والدعاة ، باسم النصحية والتحذير ، واستمروا على ذلك ، وربما لا يحسنون غيـر ذلك . وتربّوا على سوء الظن ، وكثرة الهجر ، و سلاح الوشاية ، ولذلك سهل عليهم بعد ذلك –كما سهل على الجزار- الطعن والتجريح ، والهجر والتبديع .. لأدنى سبب كان ، حتى ولو كان من الأمور الاجتهادية ، أو لأدنى شبهة أو ظن ، حتى ولو أعلن صاحبه براءته من ذلك ، دون خشية من الله ولا ورع ، ولذلك تجدهم - إن لم يجدوا من يجرحونه - يتجارحون ، ولأدنى خلاف بينهم يتهاجرون . اتـهم رجل بالحزبية لمكالمة هاتفية ، وصنف رجل لزيارة أخوية ، وبدع قوم لاستشهاد بأقوال بعض الدعاة . وتجد أحدهم يضرب أكباد الإبل .. لا لطلب علم تفسير ، أو تدبر القرآن ، ولا لفهم سنة أو دراسة سيرة ، بل للطعن بفلان ، ولأخذ موقف من علان ، وأول سؤال يسأله المحاضر أو الزائر : ما رأيك بفلان؟!؟ وما موقفك من علان؟! قبل أن يسأله عن السنة والقرآن ، بل لا يسأله عنهما. وقد رأيت بأوربة وأمريكة ، حديثي عهد بالإسلام ، يسأل عن الأعيان تصنيفاً وتجريحاً، قبل أن يسأل عن صلاح قلبه ، وطهارة بدنه ، وأحكام أركانه .. يسأل عن ذلك ، في الوقت الذي لا يحسن فيه فهم العربية ، فضلاً عن السنة، بل لا يستطيع نطق القرآن ، زاعماً أن ذلك من البراء من أهل البدع وهجرهم ، وهو لايعرف –والله- تعريف البدعة ، ولا يحفظ إلا قليلاً من القرآن والسنة ، وبعضهم ولا قليلاً . أسباب انحراف منهج التجريح والتصنيف : يمكن ذكر أهم الأسباب فيما يلي : الأول : خطأ في التربية الأولى ، والنشأة الابتدائية ، إذ يبدؤون دروسهم بالتجريح , ويدخلون الهداية من باب التبديع !! الثاني : قلة زادهم العلمي ، ولربما انعدامه ، التقعيدي منه والتمثيلي ، فهو لا يفهم ما معنى لازم المذهب ، فضلاً عن أن يفهم تفاصيل مثل هذه القضايا ، ولذلك يكثر هؤلاء في البلاد التي يقل فيها العلماء ، وإن كانوا في بلاد يكثر فيها العلماء ، فتجدهم عن العلماء معزولين ، وللدعاة هاجرين . الثالث : سوء خلق شيوخهم ، وظهور دلائل الحسد والحقد في تصرفاتهم , وكثيراً ما تراهم يقلبون الخلافات الشخصية إلى خلافات علمية ، وينفثون الحسد والضغينة الصدرية في قضايا منهجية . الرابع : في بعض شيوخهم مرض نفسي ، وهلوسة وثرثرة وتشفي ، ويظهر هذا لمن كان متبعاً للدليـل ، طالباً للإنصاف ، ناظراً في الأقوال ، لا مقلداً للشيوخ متعصباً للرجال . الخامس : عدم التثبت سمة عامة فيهم ، وبخاصة شيوخهم ، والتقليد منهج عامتهم . السادس : قلة التقوى ظاهرة عند كثير منهم ، مما صدر منهم من كذب واضح ، أو نقل له دون تثبت ، وتحريف للكلم جلي ، وقطع للعبارات مبيّت . السابع : يلاحظ الفطن والفطن فحسب، أن معظمهم يفقد آلية التفكير الصحيحة ، ومسلمات العقل البديهة، فلا يعرف محاكاة الأمور، ولا مناقشة المسائل، ولا يدرك اختلاف الأفهام، ولذلك سرعان ما يلجأ إلى التقليد ، والاحتجاج بالأعيان على الأعيان ، فلان زكى فلاناً ... فلان طعن بفلان.. ولأجل فقدانهم أولويات التفكير ، ومرجحات المسائل العقلية ، ترى التناقض ظاهراً في منهجهم ، ففلان الذي زكى صاحبهم ، هو نفسه زكى كذلك خصمهم ، فلماذا قبلت تزكيته في صاحبكم؟! ولم تقبلوه في غيره ؟!؟ وفلان استشهد بأقوال سيد يسكت عنه!! لأنه من أصحابهم!! وفلان لا يسكت عنه لماذا ؟! سبحان الله . والاستشهاد عندهم ببعض المبتدعة جائز ، وببعضهم غير جائز ، ولو أنك حرمت الاستشهاد بكلام سيد رحمه الله ، أو بدعت من استشهد بكلامه ، نجوت منهم ، ولو استشهدت بعد ذلك بكلام من شئت من المبتدعة واليهود والنصارى ، ولو أنك لم تستشهد سوى بكلام سيد ، لأصبحت مبتدعاً.. قطبياً.. إلى آخر هذه العبارات المعروفة الممجوجة ، رغم تصريحك بأخطاء سيد رحمه الله . السبب الثامن : نظراً لفقدان التأصيل العلمي ، والمحاكاة العقلية السليمة ، فهم لا يفرقون بين المسائل التي تستحق التجريح ، والمسائل التي هي من باب الخلاف المعتبر ، وهو خلاف المجتهدين المعتبرين ، ولذلك يلزمون الناس بفهم شيخهم ومن خالف هذا الفهم فهو ضال..مبتدع..حزبي.. قطبي..هالك.. وهم لا يدركون أن الاحتجاج بأقوال المبتدعة ، أو من وقع في بدعة مسألة اجتهادية ، حسب ما يرى المستدل ، ولا تستحق تلك المقاطعات ، ما دام المستدل على عقيدة صحيحة ، ومنهج سليم ، ومقر بما عليه صاحب الكلام من الخطأ أو الضلال ... ومنهم من يقاطع أخاه لعبارة منه صدرت ، أو لموقف له من شيخه ، قال بعضهم لمؤلف : لماذا ذكرت كلاماً لسيد عقب كلام لأحد العلماء ؟! إذن جعلت سيداً عالماً ، إذن أنت مبتدع ، إذن وجب هجرك ... بل قال بعضهم لمؤلف : لماذا ترحمت على سيد ترحماً كثيراً ؟؟! إذن أنت مبتدع ، ويجب هجرك .. والعاقل لا يكاد يصدق هذا ، لولا وقوعه . اللهم اهدهم ، ثم ارحمهم ، وارحم سيداً ، والمسلمين جميعاً رحمة واسعة . | |
|