انثى من زمن النقاء
عدد المساهمات : 20012 نقاط الامتيـــــاز : 99165 تاريخ التسجيـل : 10/04/2009 تاريخ الميلاد : 12/06/1973 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : المـــــــزاج : جنس العضـو : احترام قوانين المنتدى : رسالة SMS : وسائط MMS : اوسمة الامتياز :
اضافات منتديات جسر المحبة توقيت دول العالم: عداد زوار منتديات جسر المحبة:
| موضوع: استغلال الطاقة المتجددة في دول المجلس الثلاثاء فبراير 22, 2011 10:26 am | |
| استغلال الطاقة المتجددة في دول المجلس
حيدر بن عبد الرضا اللواتي
تزداد أهمية الطاقة المتجددة في العالم يوما بعد يوم، خاصة أن التقنيات والصناعات الحديثة نجحت في استغلال مختلف أوجه أنواع الطاقة المتجددة، سواء من الرياح أو الطاقة الشمسية أو أي نوع آخر من الطاقات التي تنتشر في الكون, التي سخرها الله ــــــــ سبحانه وتعالى ـــــــــ لخدمة البشرية على سطح هذه الكرة الأرضية. ولا شك أن الموقع الجغرافي لدول مجلس التعاون الخليجي، ووقوعها في مركز تسطع عليه الشمس طوال السنة، إلى جانب وجود المقومات الجغرافية لها من الجبال الشاهقة، والشواطئ والبحار الفسيحة، وغيرها من المقومات الجغرافية الأخرى التي تفتقدها دول أخرى في العالم، فإن جميع هذه المقومات تعطي لها الميزة، وتمكّن الآخرين من استغلالها في شؤون الحياة العامة، باعتبارها مقومات مهمة لإنتاج الطاقة البديلة التي تستطيع تنمية المناطق التي تعاني ظروفا بيئية صعبة، أو تلك الصحاري التي تبتعد عن مقار الخدمات الكهربائية والمياه والاتصالات وغيرها من الخدمات الضرورية للحياة، بحيث يمكن للقاطنين في تلك الأماكن استغلال هذه الوسائل الجديدة لإنتاج الطاقة التي تستطيع تحويل المساحات الشاسعة من الصحاري والكثبان الرملية إلى واحات خضراء، وإلى بؤر لإنتاج المياه في المستقبل. العالم أمام أعيننا بدأ في اتخاذ الإجراءات اللازمة في استغلال الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من السبل التي توفرها الطبيعة، وأصبح مهتما بإنشاء مصانع لإنتاج الألواح الشمسية التي تستخدم في استغلال الطاقة المنبعثة من هذا الكوكب المضيء، كما تقوم من خلال تصنيع الطواحين الهوائية العملاقة باستغلال الرياح لإنتاج الطاقة الكهربائية واستخدامها في مختلف شؤون التنمية متعددة الأغراض. ومن هنا نرى أن الدول التي لا تستطيع الدخول في هذه الصناعات والمشاريع تقوم باستيراد هذه المنتجات من الألواح والمضخات والطواحين، وتقوم بتركيبها فوق المباني الشاهقة، ونصبها في الأماكن العالية، أو في المساحات الشاسعة في بعض الأماكن الفسيحة، بهدف إنتاج الطاقة التي تستخدم لاحقا في العمليات المهمة في مجال الزراعة والري، وتسخين المياه والتدفئة في أيام الشتاء، وغيرها من المجالات الأخرى. وهذه النماذج من المعدات والألواح الشمسية يمكن استخدامها في دول المجلس ودول المنطقة الأخرى، خاصة أن الاستعانة بتلك المنتجات ستسرّع من عملية التنمية في الأماكن البعيدة التي تحتاج إلى خدمات مستقلة وسريعة. ففي العالم عموما, خاصة في الدول النامية هناك اليوم نحو 1.6 مليار شخص محرومين من الكهرباء، وهؤلاء يمثلون ربع البشرية على الكرة الأرضية، في الوقت الذي يزيد الطلب بسرعة كبيرة على استخدامات الطاقة في ضوء تزايد أعداد البشر وحاجتهم الماسة إلى استخدام أجهزة الكهربائية والاتصالات اليومية التي تحتاج هي الأخرى إلى الطاقة كي تستطيع العمل. إن الطلب العالمي على الطاقة سيزيد خلال العقود المقبلة وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية التي تؤكد أن احتياجات العالم من الطاقة عام 2030 يمكن أن تكون أعلى بنسبة 50 في المائة مما هي عليه الآن. الأمر يتطلب إلى التفكير في إيجاد بدائل معقولة، والنظر في وضع الحلول المشتركة للمشكلات التي يمكن أن تواجه الدول مستقبلا. ولا شك أن الدخول في هذه المجالات يحتاج إلى التكنولوجيا الملائمة، وإلى الكوادر المدربة التي تستطيع إنتاج هذه الأجهزة والمعدات في حالة اتخاذ الدولة قرار تصنيعها محليا. أما في حالة استيرادها من الدول التي بدأت الدخول في هذه المجالات، فإن الدولة التي ترغب في ذلك تستطيع إعداد الكوادر اللازمة للتعامل من المنتجات المستوردة من الآن، وهذا ما نحتاج إليه في المنطقة في هذه المرحلة، على أن تتبنى الدول الأفكار المشتركة لإقامة تلك الصناعات اللازمة للمدى الطويل، خاصة أن بعض دول المنطقة, ومنها السلطنة, تعتبر من الدول التي ستواجه نقصا في إنتاج النفط ونفاده في غضون بضعة عقود مقبلة. إن هذه الصناعات أثبتت اليوم جدارتها، وأصبحت أكثر جاذبية، وستسير ضمن مسارها الصحيح خلال فترة قريبة، وهي بذلك تتحدى بصورة جدية مصادر الطاقة التقليدية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى، في حين تؤكد الدراسات أن الإشعاع الشمسي الشديد في المنطقة يمكن أن يسهم بشكل كبير في ميزة انخفاض تكاليف الكهرباء الحرارية الشمسية. كما يمكن لدول المنطقة أيضا استغلال الرياح كما تقوم بها عدة دول في العالم، ومنها الصين التي استطاعت حاليا تحويل الطاقة المتجددة لدفع عجلة اقتصادها المتسارع النمو، وهي تهدف إلى زيادة إنتاج الطاقة من الرياح إلى ستة أضعاف في 2020 لتصل إلى 150 جيجاواط، في الوقت الذي يشار إلى أن الطاقة المنتجة من الرياح في الصين لا تزال تشكل 1.5 في المائة فقط من مجمل استهلاك الطاقة الكهربائية. أما الولايات المتحدة فتعد الدولة الأولى، وتليها ألمانيا من حيث استغلال طاقة الرياح، إلا أنه من المتوقع أن تزيح الصين ألمانيا عن المركز الثاني خلال العام الجاري، خاصة أن استغلال طاقة الرياح يتوسع في العالم، لأن الحكومات جعلت ذلك من الأولويات في خططها للحفز الاقتصادي. وهذا ما نأمل أن يتحقق في دول المجلس والمنطقة العربية عموما، خاصة أن الطاقة المنتجة من الرياح أصبحت اليوم الخيار الأمثل لإنتاج الطاقة الكهربائية، سواء فيما يتعلق بالنواحي البيئية، أو الاقتصادية، أو أمن الإمدادات.
| |
|