انثى من زمن النقاء
عدد المساهمات : 20012 نقاط الامتيـــــاز : 99165 تاريخ التسجيـل : 10/04/2009 تاريخ الميلاد : 12/06/1973 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : المـــــــزاج : جنس العضـو : احترام قوانين المنتدى : رسالة SMS : وسائط MMS : اوسمة الامتياز :
اضافات منتديات جسر المحبة توقيت دول العالم: عداد زوار منتديات جسر المحبة:
| موضوع: استخراج النفط من الرمال الزيتية السبت فبراير 26, 2011 12:45 pm | |
| استخراج النفط من الرمال الزيتية
ثمة كميات من النفط محجوزة في الرمال الكندية تتجاوز الاحتياطي النفطي للمملكة العربية السعودية. وتتوافر حاليا تقانة لاستثمار مربح لهذه الثروة الضخمة.
إن الرمال الزيتية المغلفة بالقطران الشبيه بالقار لها مظهر ثفل القهوة.
مازال تعبير «الزيت» يُسْتَخدم مرادفا لخام النفط المألوف، وهو مزيج سائل من الهيدروكربونات يتغلغل عبر الطبقات النفوذة ويتدفق بسهولة صاعدا في الآبار المحفورة. لكن كثيرا من بقية هذه الهبة الطبيعية من الزيت في العالم تأخذ صيغة أقل ملاءمة، وهي مادة سوداء تشبه القار tar تدعى القطران (البيتومين) bitumen وتلتصق بعناد في المسام بين الحبيبات الرملية والغضار الصفحي (وحُول متصلبة). ولكونِ القطران لا يسيل عادة عبر هذه التشكيلات، فالطريقة المباشرة لاستعادته هي بجرفه من المناجم المفتوحة open-pit mines.
وبالتأكيد فإن الحفر السطحي من أجل النفط أكثر مشقة من حفر البئر والضخ، لكن ضخامة هذه الثروة تجعل من الصعب تجاهلها. وتستطيع طرائق المعالجة الحالية استعادة نحو 300 بليون برميل من زيت رمال إقليم ألبيرتا Alberta الكندي فقط؛ وهذا أكثر من احتياطي النفط التقليدي في المملكة العربية السعودية. ويبدو أن الغضار الصفحي الزيتي oil shale يمثل موردا أقل ضخامة، لكن أستراليا تحوي على الأقل 28 بليون برميل من النفط بهذه الصيغة، وثمة توضُّعات أخرى مطمورة في إستونيا والبرازيل والسويد والولايات المتحدة والصين. ومن حيث المبدأ فإن جميع الرمال الزيتية والغضار الصفحي في العالم تحتوي على عدة تريليونات برميل من النفط.
ومع ذلك، فمن الصعب التنبؤ بكمية المخزون التي يمكن استعادتها بشكل مربح؛ لأن المعالجة المطلوبة لتحويل زيت الرمال والغضار الصفحي إلى منتجات نفطية مفيدة لا تخلو من التحدي. إن شركتِي (المؤلف) ـ صنكور للطاقة Suncor Energy ـ هي إحدى شركتين فقط في العالم حقَّقتا الاستثمار الناجح لاستخراج النفط من الرمال الزيتية.
تعود جذور مشروعنا في شمال ألبيرتا إلى سنوات عدة. ولقرون عدة استخدم السكان الأصليون القطران اللزج الذي ينزّ إلى ضفاف نهر أتاباسكا Athabasca لترقيع ثقوب زوارقهم canoes. ومنذ عام 1893 رعت الحكومة الكندية التحريات عن رمال القار في أتاباسكا باعتبارها مصدرا محتملا للنفط. وفي عام 1920 أوجد <A .K. كلارك>، من مجلس بحوث ألبيرتا Alberta Research Council، طريقة عملية لفصل القطران عن الرمل. فبعد وضع بعض الأسفلت في الغسالة المنزلية وإضافة الماء الساخن والصودا الكاوية caustic soda اكتشف أن القطران يطفو عائما على سطح الماء على شكل رغوة مزبدة frothy foam يمكن كشطها بسهولة.
ومن الواضح أن طريقة كلارك قابلة للتطبيق. ومع ذلك فقد تلاشت الفكرة خلال العقود الماضية حتى بدأت الشركة السابقة لشركة صنكور للطاقة وهي شركة الرمال الزيتية الكندية الشهيرة المحدودة Great Canadian Oil sands Ltd باستخراج النفط من الرمال الزيتية على نطاق واسع في عام 1967. وقد ساعد ارتفاع أسعار النفط خلال السبعينات على بقاء هذه العملية المكلفة. ولكن إخفاق معدات الحفر أعاق عمال المناجم حتى عام 1992 عندما قامت الشركة صنكور بتحديث المعدات في جهد منسق لتخفيض كلفة استخلاص هذا النفط.
وفي السنوات الخمس الماضية أنتج زملائي في الشركة صنكور النفط بشكل مربح تماما بأسعار السوق الحالية. وقد توسع إنتاجنا بنحو 38% خلال تلك الفترة، ونبيع حاليا 28 مليون برميل في السنة من هذا النفط غير التقليدي. ومن المرجح أن يتسارع هذا النمو مستقبلا لكنه سيقيد جزئيا بالحاجة إلى ضمان أقل ضرر ممكن للبيئة المحلية.
وثمة اهتمام خاص بمعالجة المخلَّفات tailings. فالحبيبات الأخشن تترسب بسرعة من الطَّفيل slurry المؤلف من الماء والرمال وتعاد هذه المواد إلى الأرض. لكن الماء يظل حاويا العديد من الجسيمات الناعمة، لذا يجب إبقاؤها في برك واسعة لتجنب تلويث الأنهار والجداول المجاورة. ولو تركت وحدها فإن هذه المخلفات الناعمة لن تترسب على القاع خلال قرون. لكن الباحثين لدى الحكومة والصناعة اكتشفوا أن إضافة الجص ـ وهو منتج ثانوي من الكبريت المستخلص من النفط ـ إلى البرك تقلل زمن ترسيب المخلفات إلى عقد أو عقدين من الزمن. ونتوقع أنه مع ذلك الوقت يمكن ترميم الأرض المبعثرة إلى ما يشبه الوضع الطبيعي. وتنفق الشركة صنكور حاليا واحدا من كل ستة دولارات من ميزانيتها من أجل الحدّ من الاضطرابات التي قد تخضع لها البيئة.
ثمة تقانة واحدة بديلة لاستخلاص القطران يمكن أن تتجنب مثل هذه المشكلات وتسمح ـ من حيث المبدأ ـ للصناعة باستخلاص القطران من التوضعات الضخمة العميقة جدا من أجل استخراجه بالطرق العادية. لقد ثبت أخيرا أنه يمكن جعل النفط ينساب بحقن البخار في الأرض. فعندما يسخن النفط يترقق ـ تقل لزوجته ـ ويتجمع تحت موقع الحقن. وتستطيع بعدها معدات حقول النفط العادية ضخه إلى السطح. وتدعى هذه الطريقة طريقة الصرف بالثقالة المساعَد بالبخار steam-assisted gravity drainage، وهي قيد الاختبار لدى شركات النفط مثل شركة ألبيرتا للطاقة. ويمكن أن تقوم الشركة صنكور أيضا باستغلال هذه الطريقة في المستقبل.
يفحص المهندسون في الشركة صنكور أيضا منظومة تقوم على استخراج النفط من الصخور المطحونة بتحميصها في أتون عملاق أسطواني الشكل. ومع أن هذه الطريقة التي ابتكرها <W. تاسويك> بالتعاون مع دائرة ألبيرتا للطاقة ليست ملائمة للرمال الزيتية بشكل خاص، لكن يبدو أنها تعمل بشكل جيد لمعالجة الغضار الصفحي الزيتي. وإذا ثبت نجاح المصنع الاختباري الذي تبنيه الشركة صنكور مع شركائها الأستراليين ـ بترول جنوب الباسيفيك ومعادن وسط الباسيفيك ـ فقد تتطور في أستراليا صناعة جديدة كاملة للغضار الصفحي الزيتي خلال العقد المقبل. لذا ففي حين يتضاءل الإنتاج من حقول النفط التقليدية فقد تصبح احتياطيات الرمال الزيتية والغضار الصفحي الزيتي مصدرا رئيسيا للطاقة في القرن المقبل.
| |
|