الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***************************
قال الله تعالى ((وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ)) .
لأهمية الوقت وتأثيره في حياة الشخصية المؤمنة ، جاء الحث والتشجيع على إستثماره ، للوصول لتحقيق أمرين :
الأمر الأول : تحقيق رضا الله .
الأمر الثاني : أن تكون ساعات أعمارنا مباركة وفيها التوفيق .
ومع
تعدد الوسائل العلمية ، وتعدد الملاهي والإغراءات لقتل الوقت ، تتصادم قوى
الخير وقوى الشر في داخل الإنسان ، إلى إي إتجاه يذهب ؟
فالنفس البشرية الأمارة بالسوء قد تأخذه نحو المعاصي والعياذ بالله .
والعقل والوجدان يقف حارساً ودافعاً للتوازن والإتجاه نحو الطاعات والقرب إلى الله سبحانه .
ونحن اليوم نعيش الموسم الدراسي الجديد والعودة للمدارس للطلبة والطالبات ، نتسائل في البداية بـ :
السؤال : كيف نقضي وقت الفراغ ؟
الجواب : هناك أربعة إتجاهات :
الإتجاه الأول : قضاء وقت الفراغ من دون قيود .
حيث
تنطلق هذه الفئة من تصور أن ساعات حياة الإنسان لا ينبغي أن يقيدها أي شئ
فقد خلق الله سبحانه البشر أحراراً ، والمهم الإبتعاد عن المعاصي والمحرمات
.
ويُرد على هذا الاتجاه بإيجاز ، أن الإنسان في هذا الحال قد يُسلب من البركة والتوفيق والتسديد الإلهي .
الإتجاه الثاني : قضاء وقت الفراغ بالمحرمات أو بمقدماتها والعياذ بالله .
ويخطأ الكثير حين يحصر المحرمات بالذنوب والكبائر ، كشرب الخمر والإنتحار وقتل النفس المحرمة وما أشبه .
فهناك
محرمات لا تقل عنها أهمية في الحرمة وسلب التوفيق ، كالسرقة ، وأخذ الربا ،
والرشوة ، وإيذاء الناس بهواية الجنون بالتفحيط ، وترويع الناس والأمنين
بالسلاح وطلقات الرصاص ، كما يحدث أحياناً في بعض الأعراس .
الإتجاه الثالث : قضاء الوقت بالتوجه لله تعالى ونيل رضاه .
إنطلاقاً من قوله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) .
وهذا
لا يعني ترك الحياة وما فيها من مباحات ، إنما أن نعيش التوازن في حياتنا ،
حيث نعيش الدنيا بالطاعات والإبتعاد عن المعاصي ، وعيوننا تبصر نحو الأخرة
ونشعر أن هناك وقفة للمعاد .
ومن المهم التأكيد على أن مصاديق العبادة متعددة ، ربما أحدها الصلاة والصيام والحج وهكذا ..
لهذا جاء في بعض التفاسير ، لعل المقصود من قوله تعالى (لِيَعْبُدُونِ) هنا في الآية الكريمة ، بمعنى ليعرفون ويتعلمون .
وقيل في تفسير أخر (لِيَعْبُدُونِ) أي ليتفكرون .
فالحث
القرآني لا يحصر ويقيد العبادة بالصلاة وقراءة القرآن كما يفهم البعض ،
إنما يقصد من الحث هو أن يكون كل فعل نقوم به بدافع القرب إلى الله ، ونيل
الرضا والثواب وإن تعددت الصور له .
الإتجاه الرابع : قضاء الوقت بتفجير الطاقات وتنمية المواهب .
وهذا
لا يتعارض مع المفاهيم والقيم السماوية ، حيث أن الإيمان كما في الآيات
الشريفة ، يقترن بالعمل الصالح ، ومن مصاديق العمل الصالح ، تنمية القراءة
والكتابة والتأليف وسائر الهوايات المباحة لرفع المستوى العلمي والثقافي
والمهاري في حياة الإنسان المؤمن .
::: ملاحظة مهمة :::
يخطأ
البعض حين يعتقد أن من موارد إستثمار وقت الفراغ بالتوجه إلى الله
بالعبادات وسائر القربات ، حيث أن التوجه إلى الله سبحانه من الأساسيات في
حياة الشخصية المؤمنة ، وليس لقضاء الوقت .
نعم في أوقات الفراع تتاح للإنسان الفرصة الأكبر لرفع الحالة الروحانية لديه والله العالم .
::: توصيات مهمة :::
قال الله تعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) .
ينبغي
للأنسان المؤمن أن لا يترك أوقاته اليومية أن تذهب من دون الفائدة في
تنمية وإكتساب القرب من الله سبحانه ، لذا لا بأس بالعمل بهذا البرنامج
الصغير والذي يتناسب معنا جميعا ونسألكم صالح الدعاء :
:: فترة الصباح ::
من
الجميل أن يبدأ المؤمن الصباح ، بقراءة سورة الفاتحة وسورة الصافات ،
وتكرار الآية القرآنية المباركة سبع مرات (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى
اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) .
:: فترة ما بعد الظهر ::
قراءة سورة القدر ، وسورة التوحيد ، وتكرار سبحان الله بعدد فردي (7 ـ 21 ـ 33 ـ 71 ـ 99) .
:: قبل النوم ::
قراءة السور : الناس والفلق ويس ـ ياسين ـ ومن ثم آية الكرسي .