انثى من زمن النقاء
عدد المساهمات : 20012 نقاط الامتيـــــاز : 98999 تاريخ التسجيـل : 10/04/2009 تاريخ الميلاد : 12/06/1973 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : المـــــــزاج : جنس العضـو : احترام قوانين المنتدى : رسالة SMS : وسائط MMS : اوسمة الامتياز :
اضافات منتديات جسر المحبة توقيت دول العالم: عداد زوار منتديات جسر المحبة:
| موضوع: بحـــــــــــــــــــ|:•:| الرضاء في حياة المسلم |:•:|ـــــــــــــــــــث الخميس أغسطس 13, 2009 1:41 pm | |
| الإنسان المسلم الذي إستوعب حقيقة الإيمان وأدرك بوعي ومعرفة علاقته بالله يعيش دوماً حياة الرضاء والإطمئنان إلى خيرية ما يجري في هذا الوجود: (رضي اللهُ عَنهمْ وَرَضوا عَنهُ). (التوبة/ 100) لأنه يبني موقفه الفكري والنفسي هذا على حقيقة إيمانية ونظرة شفافة عميقة تستنبظ حقيقة هذا العالم وتغوص في أعماق هذا الوجود، فترصد كل حركة وحدث يقع فيه بعين الوعي والتقدير الدقيق، لذا فهو لم يكن إنساناً مغلقاً على هذا الوجود ولا عقلاً متبلداً يقبع في قوقعة هذا العالم المادي. المغلق، لا يتعامل إلا مع ظاهر من الحياة ولا يعيش إلا اللحظة الفاعلة في عمر الكون والوجود والحوادث، فيتعامل معها بإنفعال وهلع وإحساس متوتر ساخط. وإنما هو روح تنطوي في أعماق ذاتها حقيقة الوجود الكبرى، وتتجسد على صفحة وعيها كيفية مسيرة هذا العالم بإمتداده الزمني الطويل وغايتها الخيرة الكبرى، فيرصد نفسه من خلال هذه المسيرة الكونية بإعتباره جزءاً من عالم الوجود الذي يحمل في ضميره كل حقائق المستقبل، ويطوي بين سطوره التي لم تقرأ بعد كل أبعاد القدر التي دبرت بمشيئة خارجة على مشيئة هذا العالم الذي يحمل على صفحة لوحته آثار التقدير ويحقق بمسيرته كوامن القضاء والتدبير، فيسير وفق قدر (تخطيط) مسبق يعبر عن إرادة المقدر ويعكس على صفحته آثار صفات الرب العظيم. من هذه الرؤية وعلى أساس هذا الوعي يقرر المؤمن موقفه النفسي تجاه ما يجري في عالمه الإنساني وما يحدث في حياته كفرد بتقدير من خالقه العظيم، فيظل يتعامل مع هذا القدر على أساس من معرفته بخالقه وبأفعاله وقضائه وقدره. ولما كانت علاقة هذا الإنسان بالله قائمة على عقيدة وأحاسيس تجلي له صفات الذات الإلهية وما يصدر عنها من أفعال، كان من الطبيعي أن يكون في موقع الرضاء والتقبل والسرور لما يجري عليه ويحدث له، سواء أكان هذا الذي يحدث يترك في نفسه الراحة والدعة أو يجلب له المتاعب والألم، فهو مؤمن بأن الذي يجري عليه هو خير له، ولكنه يجهل هذا الخيرلأن الذي قدر وأجرى الحوادث عليه من سعة في العيش أو ضيق في الحياة ومن صحة أو مرض ومن تقتير أو عطاء أو حرمان... إلخ، إن كل ذلك يسير وفق مبدأ الخير الذي يجلي صفات خالقه وأفعاله. وقد لخص الإمام الصادق- جعفر بن محمد (ع)- حقيقة ذلك بقوله: (أعلمُ الناس بالله ارضاهم بقضاء الله). فالذي يعرف الله ويؤمن بأنه الخير المطلق وأنه هوالعليم الحكيم العادل الرحيم الودود، يظل يرى إشراقة هذه الصفات تملأ جوانب الأفعال والحوادث الصادرة عن الله سبحانه، فيستقبلها بالرضاء والسرور وتتطابق معها كل مشاعره وإرادته، لأنه موقن أنه الخير الذي لا شر فيه، والعدل الذي لا ظلم معه، والود الذي لا أثر للكراهية فيه. وقد جاء الحديث القدسي مبيناً العلاقة هذه بين الإنسان المؤمن وخالقه: (عبدي المؤمن لا أصرفه في شيء إلا جعلته خيراً، فليرض بقضائي، وليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، اكتبه يا محمد من الصديقين عندي). وقال الإمام جعفر الصادق (ع): (عجبت للمرء المسلم، لا يقضي الله عز وجل له قضاءً إلا كان خيراً له، إن قرض بالمقاريض كان خيراً له، وإن ملك مشارق الأرض ومغاربها كان خيراً له). وسئل عليه السلام: بأي شيء يعلم المؤمن أنه مؤمن؟ قال: (بالتسليم لله والرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط). واذن فالإنسان المؤمن يبني موقفه النفسي والعقائدي من أفعال الله وقضائه وقدره الذي يجري على أساس الحقائق التالية: 1- معرفته بالله. 2- إن كل شيء يجري وفق قدر محكم ونظام متقن ويسير باتجاه نتائج وأحداث محددة الوقوع بذاتها وزمانها، والإنسان إن لم يتطابق مع المشيئة والقدر فإن ردوده النفسية المعاكسة ما هي إلا مجرد حركة ناشزة على حكمة التقدير النافذة، ليس بإمكانها أن تحتل موقعاً في عالم التحقق الخارجي أو تترك أثراً فاعلاً في مجرى الأحداث والوقائع. 3- إن الإنسان يتحمل نتائج هذه الردود النفسية المؤلمة من الناحيتين الذاتية والموضوعية، المؤثرة في حياته وآخرته بسبب سخطه وعدم رضاه بقضاء الله وحكمه. ولنشرح هذه المرتكزات الفكرية الأساسية بشيء من الإيضاح والتفصيل: 1- المعرفة بالله سبحانه: تساهم المعرفة بصفات الله وبأفعاله وبعلاقة الأمر المتحقق في عالم الإنسان بالذات الالهية، تساهم هذه المعرفة مساهمة فعالة في تنمية روح الرضاء والقبول بأفعال الله سبحانه، ذلك لأن: (أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله). فالمؤمن المستوعب لحقيقة الوجود والمدرك لصفات خالقه وأفعاله التي هي وسائط المعرفة بين الإنسان وخالقه وطرائق الكشف عن عظمة الذات الإلهية وعن العلاقة الإنسانية بها، فالإنسان المستوعب لتلك الحقيقة يرى إنبساط هذه الصفات الإلهية ويتحسس آثارها الفعلية في وجوده وعالمه، فهو يؤمن: أن الله عادل لا يظلم: (إنّ اللَّه لا يَظلِمُ مِثقالَ ذَرَّةٍ وَإن تَكُ حَسَنَةً يَُضاعِفها وَيُؤتِ مِن لَدُنْهُ أجراً عَظيماً). [النساء/ 40] فإيمانه بالله يجعله يطمئن إلى عدالة القضاء الإلهي ويؤمن بأن ما يلاقيه في عالمه من مسرات ودعة ونعيم أو متاعب وآلام ومنغصات، إن هي إلا صفة فعلية لاظهار عدل الله الذي أقام كل شيء في هذا الوجود على أساس من مبدأ الحق والعدل: (أوَلَم يَتَفَكّروا في أنفُسهم ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ والأرضَ وما بَينَهُما إلاّ بِالَحقِ وَأجَلٍ مُسَمّىً وَإنَّ كَثيراً مِنَ النَّاسِ بِلقاءِ رَبّهِم لَكافِرونَ). [الروم/ 8) (وَلَو اتَّبَعَ الَحقُّ أهواءَهُم لَفَسَدَتِ السَّماواتُ والأرضُ وَمَن فيهِنَّ بَل أتَيناهُم بِذِكرهَم فَهم عَن ذِكرِهِم مُعرِضُونَ). [المؤمنون/71] ومما يزيد سرور المؤمن ورضاه هو الإعتقاد بالجزاء الأخروي والعوض العادل الذي ينتظره في عالم الآخرة عن كل ما أصابه في عالم الدنيا من آلام ومصائب. 2- أما القاعدة الثانية التي بنى عليها المؤمن رضاه بأفعال الله التي تقع عليه هي: الإيمان بوجود غاية وهدف خير لكل فعل وحدث يقع على الأنسان، اذ لا شيء من أفعال الله يأتي عبثاً لا غاية له أو لا ضرورة لوجوده، لأن الله تعالى حكيم، والحكيم هو الذي يضع الأشياء في مواضعها، فكل شيء في هذا الوجود قد وضع في موقعه ليؤدي دوره ويعطي غاية وجوده. (إنَّ رَبّي لَطيفُ لِما يَشاءُ إنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ). [يوسف/ 100] (هُوِِِِ الَّّذي يُصَوِّرُكُم في الأرحامِ كَيفَ يَشاءُ لا إلهَ إلاَّ هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ). [آل عمران/ 6] (شَهِدَ اللهُ أنَّهُ لا إلهَ إلاَّ هُوَ والمَلائِكَةُ وأولُو العِلمِ قائِماً بِالقِسطِ لا إلهَ إلاَّ هُوَ العَزيزُ الحَكيم). [آل عمران/ 18] ويحتاج التسليم لأمر الله والرضاء بكل أفعاله التي تقع على الإنسان، يحتاج إلى الإيمان بصفة الرحمة الإلهية، وفهم العلاقة الإنسانية مع الله فهما ينبع من الإيمان باتصاف الله سبحانه بالود والرحمة، وخلو أفعاله من القسوة والكراهية. فإن الخالق الذي يجري حكمه وقدره على الإنسان، هو رحيم ودود رؤوف: (وَاستَغفِروا رَبّكُم ثُمَّ تُوبوا إلَيهِ إنّ رَبّي رَحيمٌ وَدودٌ). [هود/ 90] (ألَم تَرَ أنَّ اللهَ سَخّرَ لَكُم ما في الأرضِ والفُلكَ تَجري في البَحرِ بأمرِهِ ويُمسِكُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلى الأرضِ إلاّ بِإذنِهِ إنَّ اللهَ بالنَّاسِ لَرَؤوفٌ رَحيمٌ). [الحج/ 65] فإذا اكتملت صورة هذا الفهم لأفعال الله وصفاته، إطمأنت نفس الإنسان ورضيت بكل فعل يصدر عن الله ويجري على الإنسان، بعد أن تكشف له معرفته الواضحة بالله سبحانه، مقبولية كل ما يدخل في بناء الفعل الإلهي أو تتقوم ذات الحوادث والأقدار به. فالمؤمن العارف بالله قد وثق بعد رؤية إيمانية واضحة أن كل ما يرتبط بوقوع الأفعال والحوادث أو يدخل في بنائها وتكوينها، يطرح أمامه تفسيرا مطمئناً ومقبولاً لديه للأسباب الآتية: أ- لأنه أدرك مبرر وجود الفعل والغاية من حدوثه، بعد أن أدرك حكمة الله وعرف أن كل ما يجري في هذا الوجود هو حكمة وغاية بالغة الخير والجمال، فلا عبث ولا فوضى في هذا الوجود. ب- لأنه أدرك نسبة وجود الفعل إلى الإنسان (تقويم الفعل). فإيمانه بعدل الله ومعرفته الواضحة بهذا العدل، جعلته يتعامل مع كل فعل بروح الرضاء والطمأنينة، بعيداً عن الشعور بالظلم والجور الذي يدعوه إلى السخط. ج- لأنه أدرك علاقته بالله وحدد شعوره النفسي تجاه الأفعال الالهية- المسرة المؤلمة- فسحب عليها صفة الرحمة والود، وراح يستقبلها بهذا الشعور النفسي المليء بالحب والود والأمل. وهكذا نظر الإنسان المؤمن إلى أفعال الله وهي تطفح بآثار صفاته وفيوضات نعمائه. وكم كان رائعاً تعبير الإمام علي بن أبي طالب (ع) عن هذه الحقيقة التي صاغها دعاءً وإبتهالاً: (اللّهُمَّ إنّي أسألُك برَحمتكَ التي وسعت كلّ شيء، وبأسمائك التي ملأت أركانَ كلّ شيء). ففي هذا الدعاء اوضح الإمام علي (ع) أن آثار صفات الله ظاهرة في كل فعل صدر عنه سبحانه، من العدل والرحمة والحلم والحكمة واللطف.. إلخ، لأن الفاعل يترك أثر صفاته على فعله المعبر عن مكنون ذاته. وبذلك الوضوح تكشف المعارف الالهية المتوفرة لدى الإنسان آفاقاً من السرور والرضاء والثقة بخيرية ما يقع على الإنسان من مسرات وآلام تصدر عن الله سبحانه وتعالى. فصار يؤمن أن للآلام حكمة وجودها وعدالة حدوثها، كما آمن بإنبساط هذه الصفات الإلهية على ما يسره ويبعث في نفسه القبول والإرتياح، فأصبح بعد ذلك ينظر بعين الرضاء والقبول لكل ما يصدر عن الله سبحانه. د- إيمان المسلم بأن كل شيء يجري وفق قدر محكم ونظام متقن، وهو يسير باتجاه نتائج وأحداث محددة الوقوع بذاتها وزمانها. قال تعالى: (أوَلَم يَتَفَكَّروا في أنفُسِهٍم ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ والأرضَ وما بَينَهُما إلاّ بالحَقِّ وأجَلٍ مُسَمىً وإنّ كَثيراً مِن النَّاس بِلقاءِ رَبّهِم لَكافِرونَ). [الروم/8] (ما أصابَ مِن مُصيبَةٍ في الأرضِ ولا في أنفُسِكٌم إلاَّ في كتابٍ مِن قَبلِ أن نَبرأها إنّ ذلِكَ على اللهِ يَسيرٌ* لِكَيلا تَأسوا على ما فاتَكُم ولا تَفَرحوا بِما آتاكُم واللهُ لا يُحِب كُلَّ مُختالٍ فَخورٍ). [الحديد/ 22-23] وقد روي عن الإمام الصادق (ع) قوله: (لم يكون رسول الله (ص) يقول لشيء قد مضى: لو كان غيره).
| |
|
ابو وديع
عدد المساهمات : 4191 نقاط الامتيـــــاز : 43348 تاريخ التسجيـل : 14/06/2009 تاريخ الميلاد : 14/08/1981 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : جنس العضـو : رسالة SMS : اوسمة الامتياز :
| موضوع: رد: بحـــــــــــــــــــ|:•:| الرضاء في حياة المسلم |:•:|ـــــــــــــــــــث الخميس أغسطس 13, 2009 3:11 pm | |
| | |
|
عبدالله
عدد المساهمات : 2814 نقاط الامتيـــــاز : 38592 تاريخ التسجيـل : 07/05/2009 تاريخ الميلاد : 01/07/1979 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : جنس العضـو : رسالة SMS : اوسمة الامتياز :
اضافات منتديات جسر المحبة توقيت دول العالم: عداد زوار منتديات جسر المحبة:
| موضوع: رد: بحـــــــــــــــــــ|:•:| الرضاء في حياة المسلم |:•:|ـــــــــــــــــــث الجمعة أغسطس 14, 2009 7:28 am | |
| | |
|
انثى من زمن النقاء
عدد المساهمات : 20012 نقاط الامتيـــــاز : 98999 تاريخ التسجيـل : 10/04/2009 تاريخ الميلاد : 12/06/1973 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : المـــــــزاج : جنس العضـو : احترام قوانين المنتدى : رسالة SMS : وسائط MMS : اوسمة الامتياز :
اضافات منتديات جسر المحبة توقيت دول العالم: عداد زوار منتديات جسر المحبة:
| موضوع: رد: بحـــــــــــــــــــ|:•:| الرضاء في حياة المسلم |:•:|ـــــــــــــــــــث الجمعة أغسطس 14, 2009 11:30 am | |
| | |
|