أحزاب "كتالونيا" الأسباني تنفتح على المهاجرين

تشهد بعض الأحزاب السياسية في إقليم كتالونيا الأسباني انفتاحا على المهاجرين العرب والمسلمين حيث بدأت في الآونة الأخيرة تفتح أبوابها أكثر أمامهم للانضمام لها أو الترشح على قوائمها والقيام بدور فاعل في تلك الأحزاب.

وأعلن الحزب الاشتراكي الكتالوني الأسبوع الماضي أنه يعتزم لأول مرة في تاريخه تزكية مرشح غير كتالوني لانتخابات رئاسة الحكومة المحلية لإقليم كتالونيا (شمال شرق)، الذي يتمتع بالاستقلال الذاتي داخل أسبانيا، بحسب مراسل إسلام أون لاين.نت.

وسيترشح "خوسي مونتييا" لهذا المنصب، وهو أندلسي ولد في مدينة قرطبة، وهاجر إلى مدينة برشلونة عاصمة إقليم كتالونيا وهو في السابعة عشرة من عمره. ويأتي ذلك في إطار توجه أقره الحزب الصيف الماضي لإدماج المهاجرين في أنشطة الحزب.

من جانبه، قال محمد الشايب، وهو أول برلماني كتالوني عربي مسلم في تاريخ البلاد: إن "انخراط المهاجرين في الأحزاب السياسية لن يسهل فقط عملية اندماجهم، بل سيجعل صوتهم مرفوعا داخل البلاد ويجعل الآخرين ينظرون إليهم بتقدير واحترام".

وأضاف الشايب الذي يعتبر نموذجا قويا لاندماج المهاجرين المسلمين في الحياة السياسية في أسبانيا: "التحاق مهاجرين بالحياة السياسية والحزبية في أسبانيا سيتم في حالة واحدة وهو انخراط هؤلاء في الحياة العامة بالمدن والمناطق التي يسكنون فيها من أجل الدفع أكثر باندماجهم في المجتمع".

واختار الحزب الاشتراكي الكتالوني عربيين مسلمين لحشد دعم المهاجرين لمونتييا. فإضافة إلى الشايب، تم اختيار أحمد السعدي، وهو فلسطيني لكي يساهم في مساندة المرشح الأندلسي الكتالوني.

ترشح

ويقول مراسل إسلام أون لاين.نت إن صعود المغربي الشايب والفلسطيني السعدي إلى الواجهة في الحزب الاشتراكي الكتالوني، جعل عددا من الأحزاب المحلية الأخرى في الإقليم تحاول السير على نفس النهج حيث اختارت بدورها أعضاء مسلمين من صفوفها للترشح للانتخابات التشريعية المقبلة في المنطقة، في محاولة لاستقطاب مزيد من المهاجرين العرب والمسلمين للمشاركة في الحياة السياسية.

ويشير مراسل إسلام أون لاين.نت إلى أنه من المرتقب أن يشارك فلسطيني آخر في الانتخابات المحلية المقبلة في كاتالونيا، وهو جمال العبابيدي، رئيس الأقلية الفلسطينية في مدينة برشلونة عاصمة الإقليم حيث بدأ أكثر من حزب يسعى لاستقطابه.

كما استطاع تحالف حزبي التحالف والوفاق الكتالونيين استقطاب الطبيب السوري المسيحي والمقيم في برشلونة جمال عجرم، ليخوض الانتخابات المقبلة.

ويرى محللون أسبان في تفتح الأحزاب الكتالونية على المهاجرين حدثا يستحق الكثير من الاهتمام، خصوصا في ظل قوة النزعة القومية للكتالونيين، وعدم تبوء أي سياسي غير كتالوني لمنصب رئيس الحكومة المحلية في السابق.

غير أن هذا الاستقطاب العربي داخل الأحزاب الأسبانية الكتالونية، قد لا يعكس بالضرورة التأثير الذي أصبح العرب والمسلمون يمارسونه في أسبانيا، حيث اعتبرت صحيفة "لاراثون" المقربة من دوائر المؤسسة العسكرية في البلاد أن جميع المرشحين العرب والمسلمين الذين استقطبتهم الأحزاب الكتالونية لديهم الجنسية الأسبانية، وعاشوا في أسبانيا لمدة طويلة. فالمغربي الشايب بدأ حياته في أسبانيا منذ كان عمره أربع سنوات، والآخرون لا تقل فترة وجودهم في أسبانيا عن 15 سنة.

كتالونيا

ويعيش في إقليم كتالونيا أكثر من 150 ألف مهاجر مسلم، حسب الإحصائيات الرسمية، غير أن تقديرات أصدرتها جمعيات وهيئات خاصة قدرت عدد المهاجرين المسلمين في المنطقة بأكثر من نصف مليون، أغلبهم مغاربة وجزائريون وباكستانيون ومن دول إفريقيا جنوب الصحراء، إضافة إلى مهاجرين آخرين من بلدان عربية وإسلامية مختلفة.

وإضافة إلى وجود أسماء بارزة في أحزاب كتالونية، فإنه يوجد الكثير من المهاجرين في صفوف الأحزاب السياسية، غير أنه لا توجد أية أرقام رسمية حول عددهم.

وتتميز كتالونيا بأنها ذات طابع سياسي وثقافي خاص في أسبانيا؛ إذ تتمتع بحكم ذاتي موسع بدأ بشكل تدريجي منذ رحيل الجنرال "فرانسيسكو فرانكو"، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد قرابة 40 عاما، بعد حرب أهلية طاحنة كانت فيها مدينة برشلونة آخر القلاع التي سقطت في يد من كانوا يسمون "الوطنيين" من أنصار فرانكو، وما تزال منطقة كتالونيا رمزا للجمهورية الأسبانية الموءودة عام 1936.

ومع توالي السنين، صارت منطقة كتالونيا شبيهة بجمهورية داخل المملكة الأسبانية؛ حيث تتمتع بصلاحيات إدارية وسياسية وثقافية كبيرة تزداد يوما بعد آخر. ويرى المهاجرون أن هذا الطابع الخاص لكتالونيا جعل تحقيق النجاح فيها أقل صعوبة مقارنة بباقي مناطق أسبانيا. بحسب مراسل إسلام أون لاين.نت.

اتهامات

محاولة استقطاب الأحزاب الكتالونية للمهاجرين المسلمين في البلاد من أجل العمل السياسي في صفوفها، جاءت في وقت متزامن مع تقارير صحفية أفادت بتوجه عدد من المهاجرين من المنطقة، خصوصا بين المغاربة إلى العراق لمقاومة قوات الاحتلال الأمريكية، وهي التقارير التي خلفت ردود أفعال مختلفة بين المهاجرين.

وكانت صحيفة "إيل بيريوديكو" المحلية قد أعدت تحقيقا قبل أيام قالت فيه: "إن ثلاثة مهاجرين مغاربة على الأقل، يغادرون منطقة كتالونيا كل شهر متجهين للعراق لقتال القوات الأجنبية"، الأمر الذي أثار ردود أفعال جمعيات المهاجرين في المنطقة التي اتهمت الصحيفة بمحاولة وضع المهاجرين المغاربة في قفص الاتهام من جديد بعد تفجيرات 11 مارس 2004 بأسبانيا.

وكانت السلطات الأسبانية قد اتهمت خلية أغلب أعضائها مغاربة بتدبير تفجيرات قطارات في العاصمة الأسبانية مدريد أودت بحياة حوالي 200 شخص.

ويقدر عدد المسلمين في أسبانيا، حسب إحصائيات رسمية، بحوالي نصف مليون، ويتجاوز العدد إلى الضعف بإضافة المهاجرين المسلمين الذين لم يتوفر لهم بعد أوراق الإقامة القانونية

» عناوين السفارات الاجنبية في "الجزائر" "المغرب" "تونس"
» روراوة : "الفراعنة" استحقوا الفوز على "الخضر" والتأهل للنهائي
» موقع مهم "للجزائريين" لتتبع على النت طلب التاشيرة "فرنسا"
» موقع مهم "للمغاربة" لتتبع على النت طلب التاشيرة "الايطالية"
» قانون المهاجرين الإسباني الجديد