انثى من زمن النقاء
عدد المساهمات : 20012 نقاط الامتيـــــاز : 99165 تاريخ التسجيـل : 10/04/2009 تاريخ الميلاد : 12/06/1973 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : المـــــــزاج : جنس العضـو : احترام قوانين المنتدى : رسالة SMS : وسائط MMS : اوسمة الامتياز :
اضافات منتديات جسر المحبة توقيت دول العالم: عداد زوار منتديات جسر المحبة:
| موضوع: الخـــــوف وعلاقته بالأمن النفسي لدى الأطفال الإثنين نوفمبر 16, 2009 8:11 pm | |
| الخوف في حدوده العادية لدى الطفل، انعكاس طبيعي لاخشية منه، بل وضروري حيث يعتقد البعض أن حياة الطفل بسيطة ومحدودة للغاية، وتكاد تكون خالية من المشكلات والصعوبات، والانفعالات غير السارة، ظناً منهم أنه مازال صغيراً، وقلما يتأثر بما يجري من حوله.
سألنا الأستاذة الدكتورة أمل الأحمد كلية التربية قسم علم النفس جامعة دمشق هل هذا صحيح؟
حقيقة الأمر أن هذا الطفل الذي يشب ويخطو خطواته الأولى. على درب الحياة الشائك الطويل، كائن له عالمه الكبير والواسع، الذي يمثل صورة انعكاسية لعالم الكبار، بكل ما ينطوي عليه هذا العالم، من مشكلات وصعوبات وهموم وذلك على عكس ما يتصورون تماماً.
سمات شخصيته
صحيح أن الطفل لايحسن التعبير عن ردود أفعاله في السنوات المبكرة من حياته في معظم الأحيان، إلا أنه يتأثر بسلوكيات الآخرين وممارساتهم أيما تأثير. وبذلك يراكم كثيراً من أفكار هؤلاء وتصرفاتهم ويخزنها في ذاكرته وذلك من خلال ملاحظتهم والإصغاء إليهم، ومحاكاتهم، ومن ثم يتطبع بها بحيث تغدو سمة هامة من سمات شخصيته وخصائصها المستقبلية.
بعد كل هذا ماذا يعني الخوف؟
يعد الخوف واحداً من أهم الانفعالات القوية وغير السارة لدى الأطفال عموماً ولدى طفل الروضة على وجه الخصوص وهو ينجم عن الأحساس بوجود خطر ما أو توقع حدوثه ويتميز الخوف في الطفولة المبكرة لدى الأطفال عموماً بقصر المدة، والتقلب وعدم الثبات أو الاستقرار وتتجلى مظاهره بتعبيرات وجوههم وحركاتهم واضحة كالارتجاف والازرقاق وسواه، وزيادة دقات قلوبهم، وسرعة نبضهم وسلوكاتهم الحائرة والتائهة، تجاه أنفسهم والأخرين. وتستجر معها القلق والهلع الدائم من مصدر الخوف ومايشبهه آنياً ومستقبلاً، وتؤثر تأثيراً سلبياً فاعلاً في أمن الطفل النفسي واستقراره.
- وكيف يظهر انفعال الخوف لدى الطفل؟
-- في أواخر السنة الثانية من عمره، حيث يبدو عليه الحزن والاضطراب وربما يتعرض لإغماء وغيبوبة ورجفان وتشنج ويكون من نتيجة ذلك كله أن يصيح ويصرخ ويتأوه ويتأفف ويهرب في الغالب من المصدر الذي سبب له هذا الخوف أو الذعر.
القلق يشكل أرضية
خصبة
-هل يعد القلق شكلاً من أشكال الخوف؟
--يعد القلق شكلاً من أشكال المخاوف ويؤدي إلى توتر الشخصية ككل وينشأ عن صراعات ومحاولات تحرك الفرد جرياً وراء تحقيق درجة ما من التكيف، لكن القلق يتميز بأنه غير معروف المصدر أو السبب وغير محسوس وقد يكون داخلياً نستطيع أن نتحسسه ونتلمسه ونحدد مصدره أو سببه ويغلب عليه أن يكون خارجي المنشأ ويتعلق بالزمن الحاضر.
لكننا نستطيع القول :إن الطفل المقلاق لديه استعداد كبير للخوف والتوجس، فكأنما القلق يشكل أرضية خصبة لدى صاحبه تغذي الخوف لديه وتنميه وتجعله أكثر قابلية واستعداداً له من سواه.
-هل هذا يعني أنه بحاجة للأمن النفسي وأن فقده ماذا يترتب عليه؟
- - يجمع علماء النفس على اختلافهم على أن فقدان الشعور بالأمن النفسي في الطفولة المبكرة يحدد استجابات الفرد وتوافقه مستقبلا،ً كما أن نوع الاستجابات التي يمكن أن تصدر عن عدم إشباع الحاجة إلى الأمن النفسي مثل: الخوف، والقلق، والاضطراب عموماً تصبح صفات مستقلة إى الحد الذي يمكن أن يظل به الشخص الذي لم تشبع هذه الحاجة لديه بشكل مبكر، غير آمن طوال حياته وإن توافرت له فيما بعد عوامل الأمن والمحبة. في حين يظل الطفل الذي أشبعت لديه هذه الحاجة آمناً، حتى ولو تعرض للرفض والتهديد لاحقاً لهذا يعد الأمن النفسي من أهم الحاجات النفسية لدى الطفل وهو مفهوم نفسي مركب ينطوي إثر تحليله على شعور بالطمأنينة، والأمن والسلام الذاتي، والرضا عن الذات، والقدرة على التكيف وتحقيق المفهوم الريجابي للذات، كما وترتبط الحاجة إلى الأمن النفسي ارتباطاً وثيقاً بغريزة المحافظة على البقاء ودرء الأخطار.
العمل الجاد
-ماذا عن النصيحة للأهل في هذه المرحلة بالذات؟
--من هنا يتوجب على الأهل والمربين عموماً الانتباه إلى أطفالهم في مراحلهم النمائية المبكرة والعمل الجاد من أجل تشكيل شخصيات سوية لديهم، تحاكم الأمور «بعقلانية عطوفة» وتواجه صعوبات الحياة ومشكلاتها بقوة وشجاعة رؤوفة بعيداً عن التردد والخوف والقلق، وكل ما من شأنه أن يؤثر سلباً في الشخصية الهشة، ويؤدي إلى إضعاف بنيتها المعرفية والنفسية والاجتماعية والقيمية وربما يؤدي إلى اضطرابها في المستقبل.
حجر الأساس
وأضافت فهنالك مسائل وتفاصيل تتعلق بتنشئة الأطفال وتربيتهم، قد تبدو بسيطة وغير ذات قيمة من وجهة نظر الأهل أو بعضهم على الأقل، غير أنها في الحقيقة جداً هامة وتتناول حياتهم من جوانبها المختلفة الانفعالية والأخلاقية والعلمية وسواها. لأنها تمثل حجر الأساس في تشكيل شخصية المستقبل لهؤلاء الأطفال والتي من خلالها سيواجهون معركة الحياة بكل ماتنطوي عليه من صعوبات وتعقيدات.
هم بأمس الحاجة
-إن عالمنا المعاصر اليوم بات يزخر بالهموم والمشكلات كما لم يزخر بها من قبل. وهي بالتأكيد باتت تثقل كاهل الكبار والصغار معاً ماردك على ذلك؟
--إذا كان الكبار بحكم نضجهم وتعليمهم وخبراتهم الواسعة والمتنوعة قادرون على معالجة الكثير من مشكلاتهم وهمومهم اليومية، إلا أن الصغار بحكم نقص نضجهم وتعلمهم وخبراتهم، هم بأمس الحاجة إلى المساندة والدعم والمؤازرة المادية والمعنوية من قبل هؤلاء الكبار، إنهم بحاجة إلى الحضن الدافىء الحنون، والبيت الهادىء الآمن، الذي يرعاهم، ويوفر لهم الحب والطمأنينة والاستقرار ويحميهم من شرور العالم الآخذة بالتعاظم والازدياد.
هل هناك بعض الإجراءات العلاجية: عندما يستفحل الخوف ويتحول إلى حالة مرضية أو شبه مرضية تهدد أمن الطفل وسلامته، وتؤثر سلباً في نموه النفسي والاجتماعي والعقلي والمعرفي لابد حينئذٍ من اتخاذ بعض الإجراءات العلاجية.كاستخدام النقد العطوف الهادىء.
وتطوير بعض المهارات الخاصة لدى الطفل كإشباع رغباته وحاجاته، وتقوية الثقة بنفسه وعلى علاقته بأهله وأصدقائه، وإبعاده عن رفاق السوء وكذلك الوضع على نظام وبرنامج عمل يومي داخل البيت ينظم مواعيد العمل والطعام واللعب وأنشطة الترفيه الأخرى وزيادتها.
إذا ما أحسنا معاملة الطفل
ومن المفيد أن أشير أخيراً إلى أنه في حال فشل الإجراءات السابقة واستمرار شدة الخوف وديمومته لدى الطفل، لابد عندئذٍ من التوجه إلى الاستشاري النفسي، والعمل بالتعاون معه على إخضاع الطفل لبرنامج نفسي إرشادي أو علاجي. وبهذا نقول الخوف في حدوده العادية لدى الطفل، هو انعكاس طبيعي لاخشية منه بل إنه ضروري كي يتجنب مصدر الأذى والخطر والشر، كما ويمكننا التغلب عليه والتخلص من آثاره الضارة، إذا ما أحسنا معاملة الطفل، وحرصنا على إشباع حاجاته وخاصة النفسية منها من حب وعطف وأمن وانتماء وتقدير. ولانغفل بالقول إن دور الأبوة والأمومة هو الدور الأول والأهم في حياة كل واحد وواحدة منا. فلنتعلم ولنتدرب على كيفية القيام به قبل أن نقدم عليه.
| |
|
حزن في كأس
عدد المساهمات : 4371 نقاط الامتيـــــاز : 43450 تاريخ التسجيـل : 17/08/2009 تاريخ الميلاد : 09/03/1973 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : جنس العضـو : رسالة SMS : اوسمة الامتياز :
| موضوع: رد: الخـــــوف وعلاقته بالأمن النفسي لدى الأطفال الخميس فبراير 11, 2010 1:00 pm | |
| | |
|