هنالك على تلك الشرفة أسير وحدي .. أتخبط تارةً .. وتختنق أنفاسي تارةً أخرى ...
يعج رأسي بالأفكار ... يعجز لساني عن الكلام ...
أسير وحيدةً ولا أسمع سوى صدى خطواتي البالية ... أبحث عن ذاك الأمل الذي عشت به ... فأدهش عندما أرى الأمل قد حطمه القدر .. ليكتب عليَّ الشقاء للأبد ...
أجبرت على هذا المصير .. لم أختره أنا ... تمنيت الموت عندها بعد ما كنت أتمنى الحياة ..
أصبحت كأوتار عود يعزف عليها بقسوه ... أصبحت نغماً ولحناً لا يُسمع ...
صرت جسداً بلا روح ....
لقد دست على الشوك لتخرج منه الأزهاار ليفرح بها الغير ....
وتجرحني أنا ....
سرت وحيدة ... أحاول أن ألملم قواي ... صُدمت عندما علمت أني لا أملك سوى الضعف
صرخت في نفسي ....
وقد قررت ...
لا بل أقررت ...
نعم
أقررت بأني :
سأطوي من عمري صفحةً كتبت بخطوط النعيم والشقاء .. الفرح والحزن ....
سأطوي سجلات المتاعب والألم ...
فقد أشرقت الشمس من جديد .. حاملةً أكفان الماضي ... تطوي صفحاتي الممتلئة ..
ليبدأ كتاب آخر بصفحة جديدة ناصعة البياض ..
لتعلن لي عن حاضر وواقع يبشرني بالخير بمشيئة الله ...
فمن حقنا أن تكون أيامنا جديدة .. نخطها على كتاب الحياة خاليةً من الأخطاء ..
نستفيد من الماضي ... ونكتشف كل جديد ... نكتشف المهارات والآداب من العلم والحكمة...
لن يكون الماضي حجراً قاسياً يقف عائقاً في طريق المستقبل ...
لن نشكوا الضعف ... ولن نتذمر من الحياة ...
فكلما أشرقت الشمس يشرق معها يوم جديد يملؤه التفاؤل والحبور ..
فحياتنا جميلة إن أردنا ذلك ...
ولنتذكر بأن العظمة ليست في ذاك الذي لا يسقط أبداً ... بل هي فيمن سقط ونهض من جديد ...
فابتسم دائماً ... فما زال على أرضنا ما يستحق الحياة ... ومن يستحقها ..