شمس مشرقه رغم الغيوم و العتمه

تحياتي أهل الأمل
شمس فتاة رقيقة مشرقة و مصدر دفئ للجميع كأشعة الشمس
شمسنا كفيفة البصر أثر أصابتها بحادث في طفولتها و لكن رغم العتمه فهي مبصره
تتعامل مع الحياة بأقبال و محبه و تفاؤل و أندماج رغم أنها من مجتمع ريفي فقير ألا أنها
أنهت دراستها الثانويه بالمدارس العاديه و لم يكسر والداها البسطاء طموحها في التعليم فلم
يستمعا لنصائح الجهال بألحاقها بأحد المساجد لحفظ القرآن لتلاوته للتكسب منه كما يفعل غيرهم
و أستعانا بالأهل اللذين لهم علاقه بالتعليم لمعاونة شمس ,وكان كل من يتقرب أليها يحبها و يتعلق بها و ذلك
لتفاؤلها و عدم أستسلامها لواقع الظلام بل كان الكثيرين يندهشون و يضحكون لكونها تتعامل كالمبصرين حقا,
و رغبت شمس في أن تكمل دراستها الجامعيه و كان هذا أمر غايه في الأزعاج لوالديها و خاصة أن الجامعه بالمدينه
و لكن أقاربها ذللوا لها العقبة بأن علموا أنه يوجد بمسكن الطالبات الجامعيات بالمدينه جزء خاص بالكفيفات وألتحقت شمس
بالجامعه فعليا و أنبهرت بحياة المدينه كالمبصرين و كما لو أنها تري بالفعل و كانت كعادتها مصدر تعجب و أندهاش لكل من يقترب منها
فمثلا يوما قررت أن تصطحب زميلاتها الكفيفات في السكن للتعرف علي المدينه وحدهن دون معاونه من أحد و أقنعتهن بذلك و أصطحبتهن
بالفعل للشارع و كادت أن تصطدم بهن سياره تاكسي و توقف السائق و هو لا يعلم شئ عن أعاقتهن و قال لهن (أنتم ما بتشوفوش)
فردت عليه شمس بتلقائيه و أبتسامه( أنت الي مش بتشوف لانك مش شايف أننا عميان) فما كان من السائق ألا أن كاد يسقط ضحكا
من تلقائيتها و أبتسامتها و أصر علي أصطحابهن لأي مكان يردن الذهاب اليه دون مقابل و أعطي شمس رقم هاتفه و طلب و أكد لها أنه
في خدمتها متي طلبت ذلك و بالفعل أنضم لقائمة أصدقائها المحظوظين بها و تفاؤلها
و ها هي شمس تجلس بقاعة المحاضرات بالجامعه و تجلس بجوارها أحدي السيدات التي قد أنهت دراستها الجامعيه من قبل بأحدي الكليات
و لكنها من محبي التزود بالعلم فألتحقت بذات الكليه التي بها شمس و لفت أنتباهها خفة ظل شمس و تلقائيتها فتقربت أليها و أصبحت
صديقه لشمس و يوما كانت تحادثها هاتفيا فكانت شمس سعيده و أبلغتها أن هذا يوم مولدها فتوجهت أليها تلك السيده بصحبة اخيها
و أخذت شمس لقضاء يوم خارج السكن الجامعي أحتفالا بيوم مولد شمس و كان شقيق تلك السيده يصحبها لمجرد أيصالهم و تركهم
بالمكان الذي يختارانه و لكنه بمجرد تعرفه علي شمس و تفاؤلها و تلقائيتها قرر ان يتخذها أختا له و مكث معهم اليوم كاملا و أصطحباها
لمكان رائع علي شاطئ البحر و يصفان لها كل شئ بدقه و هي كالطفل تسأل عن كل شئ بتفاصيله و كأنها تري كل شئ أو تريد أن
تستشعر رؤيتها لكل شئ ,, و هكذا هي شمس تعيش حياة طبيعية كأي فتاة بعمرها و تري الحياة بلونها الوردي رغم العتمه,
و لا نجد غير أن نقول سبحانك رب العالمين تجمع قلوب عبادك حول من يرتضي قدره الذي قررته له بقلب خالص
و يعيش دون كره لأبتلائك أو أعتراض علي أرادتك
قد تكون شمس نموذج نادر و قد يكون هناك مثلها الكثيرين و لكن نحن من فقدنا البصيره فلا نراهم علي حقيقتهم
بل نراهم من خلال ضباب عيوننا المبصره التي لا تري الشمس و لا تشعر بدفئها
تحياتي لكل من يستشعر الشمس و دفئها
شكرا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تقبلي مروري

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]