انثى من زمن النقاء
عدد المساهمات : 20012 نقاط الامتيـــــاز : 99165 تاريخ التسجيـل : 10/04/2009 تاريخ الميلاد : 12/06/1973 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : المـــــــزاج : جنس العضـو : احترام قوانين المنتدى : رسالة SMS : وسائط MMS : اوسمة الامتياز :
اضافات منتديات جسر المحبة توقيت دول العالم: عداد زوار منتديات جسر المحبة:
| موضوع: |•|.♥.|•| قليلٌ من الأمل.....كثيرٌ من العمل |•|.♥.|•| الثلاثاء فبراير 16, 2010 11:52 am | |
| قدْ يُقلم البستانى زهوره ......فيجرح سُوقها
قدْ تروى نباتا ..فتفيض من الماء ..فتغرق النبت والأرض
قدْ ترمى الحقيقة القاسية..فتصيب الأمل بسهامها وتقتله
وعندما يموت الأمل أو يُقتل...
حيئذٍ...
ما الداع إلى العمل ؟؟ وما الدافع؟؟
قدْ يُجهض الأمل فى أحشائك ولا يزال جنينا.. بسبب عوامل خارجية أو خارجة عن إرادتك ...
وقدْ يتربص به المتربصون لاغتياله ..
فحذارى أن يُغتيل أملك...
وقتها لابد أن نحمل فى قلوبنا قبل أحشائنا أملا جديدا, لُيولد على أرض الواقع, فبين الأمل واليأس, والنجاح والفشل عامل مهم ومشترك, ألا وهو...
الإرادة القوية والعزيمة ......
وحتى نحافظ على هذا الأمل شابا فى نفوسنا, ونحميه من عوامل الهِّرم والشيخوخة..لابد أن نستحضره دوما, نستفيقه إن راح فى غفلة,و نستيقظه بقوة إن هجع
ومن مُجهضات الأمل أحيانا..المكاشف ة والمصارحة..
فالمتخصص حين يُكاشف أهل الطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة يظن أنه بوضعهم أمام الواقع يكونوا أكثر جهدا مع طفلهم..
وقدْ تكون المكاشفة سلاحا ذو حدين
ومع رغبة الأسرة فى وجود طفل طبيعى وأملهم فى ذلك إلى عدم رغبتهم فى عدم وجود طفل غير طبيعى... بمكاشفة المختص أن طفلهم لن يكون طبيعيا أبدا
وخير الأمور الوسط..
فوجود أسلوبا وسطا بين المكاشفة التامة و الإخفاء يخلق أملا يدفع الأهل مع قدر من العمل والجهد ليكون طفلهم أقرب للطبيعى.. وحتى وان لن يحدث ,فستظل هناك بارقة أمل بداخلهم تدفعهم لجهد مبذول ليروا طفلهم أحسن مما هو عليه...
وتأتى مرحلة أخرى بعدذلك تكون للأسرة فيها دورا أساسيا..وهى مرحلة تعاملهم مع طفلهم..
على الجانب الشخصى....
فكنت عندما أقوم بتعليم ابنتى شيئا ما ولا تنجح فى القيام به أيا كان..فأُصاب بالإحباط..ويتسر ب اليأس إلى قلبى ... وخوفا ان ينتقل إليها الإحباط وعندها تكون المشكلة ,فأستدعِ مُدَّعمات الأمل لمواصلة العمل...
الأمل ....الذى ظل بداخل سيدنا نوح مئات السنين وهو يدعو قومه ولايرى منهم إلا كبرا ونفورا وقد كان هناك من يُدعم عمله ودعوته سبحانه وتعالى خير معين وهناك من يقول..إنه نبى وقدْ أُوتى من الصبر والحلم ما لم يؤتِ لغيره من البشر...
ولكن..لسنا بداعيين أقواما مئات من السنين ..
فتكليفنا أقل من هذا بكثير..
وهناك كثير من الأمثلة التى تشحذ هممنا وتستنهض بداخلنا الأمل..فى السيرة والقصص القرآنى..
أما المثال العادى المعاصر الذى كان يستوقفنى كثيرا ويثير تأملاتى ويستحضر عزيمتى ويدفعنى للأمام..
هو......(السيرك)
نعم...السيرك
عندما أرى المدرب وهو يدرب حيوانا ..ويتحدث أحيانا عن المدة التى استغرقت تدريب هذا الحيوان أقول... يا إلهى... المدرب استغرق سنينا لتدريب الحيوان على حركة بهلوانية او عمل يقوم به ... وهو ليس بأمه ولا بأبيه ... وهذا حيوان.. ليس بابنه ولا بابنته...
ما هذا الصبر..والمثابر ة ..والإصرار !!!
أهذا الحيوان أعز على المدرب من أولادنا على أنفسنا؟؟ أهذا المدرب أكثر حبا للحيوان أكثر من حبنا لأولادنا؟؟ أهو أكثر صبرا ؟؟أم جدا؟؟أم عزيمة وإرادة؟؟..أو ..أو.. أهذا الجمهور الذى يصفق معجبا هو المقابل لهذا العمل الشاق؟؟ وجمهورنا الله سبحانه وتعالى يرى صنيعنا ويحاسبنا عليه فى الدنيا والآخرة...
أهذا الحيوان أكثر ذكاءا من أقل طفل من ذوى الاحتياجات الخاصة؟؟
أهذا الحيوان أكثر نفعا لمدربه فى دنياه وآخرته من أولادنا حتى يبذل معه هذا الجهد؟؟..
ويقفز سؤال فى استحياء لا يتجاوز خاطرة
ألا نعد أولادنا فى سيرك؟؟ ونتعامل معهم كهذا المدرب؟؟ أسئلة كثيرة كانت تدور فى ذهنى..
كلما أخفقت ابنتى, وكلما احتضر الأمل فى داخلى تقفز مخيلة هذا السيرك أمامى بصورته الثلاثية...
(المدرب..الحيوا ن..الجمهور)
فأنا أكثر حبا لابنتى من هذا المدرب لحيوانه..وابنتى أكثر ذكاءا من حيوانه...والجمه ور ليس أكثر ثناءا أو مكافأة من سعادتى حين أرى ابنتى قد تعلمت شيئا ..
وكم رأينا حيوانا قد افترس مدربه بعد سنوات من العمل معه..فأين ذهب صنيعه ؟؟ فى حين أن كل دقيقة مع أطفالنا هى رصيد حب فى قلوبهم ..وحسنة فى صحيفتنا..وإرضاء ً لضمائرنا ومن قبلها لله سبحانه وتعالى..
الجمهور هنا عظيم والمكأفأة أعظم..
وكما يقولون أن قطرة الماء ثقب الحجر بالتكرار.. فإن الأمل والثقة ستجعل الحجر يُشكل تكوينا جماليا رائعا
إن أولادنا هم مصابيحنا....
لن تتوهج مصابيحنا ..ولن تنير دروبا ..ولكنها على الأقل ستمحو الظلام ...
وكما قال كونفوشيوس...
(أن تضىء شمعة ..خير من أن تلعن الظلام)
فلنشرع جميعنا فى إشعال شموعنا...
| |
|