كيف تكونـــــــــي لربك مخلصة ولزوجك طائعـــــــــة

أن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا ،من يهده الله فهو المهتد، ومن يضل فلن تجد له وليا مرشدا، واصلي وسلم على المبعوث رحمة العالمين محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه، فله الحمد أن جعل حمده ثمنا لنعمه التي لاتحصى، ومعادا من بلائه، ووسيلة إلى جناته، وسببا لزيادة أحسانه، سبحانه القائل في كتابه (
وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ْ

أيتها الأخت الفاضلة، أريد أن أقول لك كلمات، أردت أن تنقشيها على صفحات ذاكرتك ،وتطبقينها على مدار أيامك ولياليك، حتى تكون الجنة مسكنك، ونعيمها مستقرك الذي لا ينفذ، فوا لله أن المراة الصالحة، لاتدخل الجنة بعمل يسير وسهل وبسيط ، خير من الرجل.

فتعالي ايتها الفاضلة نطوف حول بعض نعيم الجنة، فهاهي حور العين، عن انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم على انه قال ( لو ان الحوراء بصقت في سبعة ابحر لاعذبن البحار من عذوبة فمها ، وخلق حور العين من الزعفران ،ولو خرجت كفها بين السماء والارض لفتنت الخلائق بحسنها، ولو اخرجت نصيفها لكانه الشمس عند حسنها، مثل الفتيلة في الشمس لا ضوء لها، ولو اخرجت وجهها لاضاء حسنها مابين السماء والارض .
وعن ابي الدنيا قال بلغني ان نورا سطع في الجنة لم يبق موضع في الجنة الى دخل ذالك النور فيه، فيقال ماهاذ،ا قال حوراء ضحكت في وجه زوجها، وعند مدخل الجنة ان الحور العين يتلقين ازواجهن ، فيقلن طالما انتظرناكم، فنحن الراضيات فلا نسخط، والمقيمات فلا نضعن، والخالدات فلا نموت، باحسن اصوات سمعت .
وذا تاملت في جمالها لتسحر العين، وتذهب الفكر، لقوله تعالى ان انشائهن انشاء فجعلنهن ابكارا عربا اترابا .
واستمعي الى ما رواه الامام احمد عن معاد بن جبل رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم قال.. لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا،الا قالت زوجته من حور العين لاتؤذيه قاتلك الله، فانما هو عندك دخيل ،يوشك ان يفارقك الينا .
وان حور العين لأكثر منكن عددا، يدعون لازواجهن، يقلن اللهم اعنه على دينك، واقبل بقلبه على طاعتك ،وبلغه بعزتك ياارحم الراحمين .

ومع ذلك ايتها الفاضلة.. ان الزوجة الصالحة التي كانت في الدنيا، تكون اجمل وافضل واسما من حور العين، كفضل الظاهرة على الباطنة، بصلاتهن وصيا مهن
فلننطلق معا الى ذلك النعيم، ليس الجنة فحسب بل الفردوس الاعلى، بل جنة عدن، التي خلقها الله بيده،
لننطلق حتى تكوني مع الرسول صلى الله عليه وسلم، لما لا وفضل الله عظيم..
لننطلق حتى تكوني حور العين خدما لك، ولزوجك، تامرين وتنهين كما تشائين..
لننطلق حتى تكوني مع الصحابة الكرام،و المؤمنات الصالحات كعائشة، وخديجة، واسيا بنت مزاح زوجة النبي في الجنة، امراة فرعون في الدنيا، وحتى تصلين الى ذلك المبلغ، اذكر نفسي اولا واخواتي ثانيا، فاعيريني قلبك وسمعك، واسمعي لي بقلبك، فانها لا تعمى الابصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، جزاك الله خيرا، ولتكن فيك صفات التي يحبها الله، وملائكته، وحتي يحبها الحجر والشجر والحيتان في البحر، ومنها

*النيــــــــــــــة:
قال صلي الله عليه وسلم(أنما الأعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوي) ان تنوي بزواجك هو رضي الله، وتحصين نفسك، وتطبيق سنة رسولك، فبهذا يكون كل عمل تعمليه لك به اجر ،حتى النوم ،والاكل، والشرب، والطبخ ،والكنس، حسنات في صفحات كتابك، واعلمي ان الرجل لايختار المرأة،الا علي اساس الدين، قال صلي الله عليه وسلم(من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله الا فقرا ومن تزوجها امرأة لحسبها لم يزده الله الا دناءة ومن تزوج امرأة ليغض بصره، ويحصن فرجه، اويصل رحمه بارك الله له فيها، وبارك الله لها فيه) ، فلا تتزوجوا النساء لحسنهن، فعسي ان يردهن، ولا لأموالهن فعسي اموالهن ان يطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة جرداء ذات دين، أفضل .



*طـــــــاعة الزوج واهلـــــــه:
لقد حث الاسلام علي طاعة الزوج، وجعلها من علامات آهل الجنة ،فاطيعيه طاعة مطلقة ما لم تكن فيها معصية الله، وابتغي رضاه، وأعملي علي سروره، وسعادته، فقد قال صلي الله عليه وسلم(ايما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة) ، وقال ايضا ( لو أمرت احد ان يسجد لاحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها ) ، وقال ايضا (ايمأ امرأةطلبت الطلاق من زوجها بغي عذر لم تشم رائحة الجنة) .. وعن عبد الله بن عوف رضي الله عنه، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم(اذا صلت المرأة خمسها وصام شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي من أي أبواب الجنة شئت) رواه احمد والطبراني ، وعن ابي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا دعا الرجل امرأته الي فراشه فأبت أن تجئ فبات غضبان لعنتها الملائكة حتي تصبح)

وكوني له عونا وربة بيت ممتازة، قال صلي الله عليه وسلم(خير نسائكم التي اذا نظر اليها زوجها سرته واذا امرها اطاعته واذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله) قال تعالي (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)

فالصالحات في نظر القران الكريم، خاضعات مطيعات لأزواجهن، مؤديات لحقوقهم للعلاقة الزوجية المقدسة، فهن موضع الاسرار والثقة، وهم غائبون يكن اشد أخلاصا وأعظم وفاءا، فهاهو زوج أسماء بن خارجة ينصح ابنته قائلا (انك خرجت من العيش الذي فيه درجت، ووصلت الي فراش لاتعرفيه ،وخل لا تألفيه، فكوني له أرضا يكن لك سماء، وكوني له مهادا يكن لك عمادا، وكوني له امة يكن لك عبدا، ولا تلحقي به فيقلاك ،ولاتتباعدي عنه فينساك، ان دنا فاقربي منه،وان نأي فأبعدي عنه واحفظي انفه وسمعه وعينه فلا يشم منك الا طيبا ، ولا يسمع منك الا حسنا، ولا ينظر منك الا جميلا) .

ومن طاعة زوجك طاعة أهل بيته، فكوني لهم قدوة في الصلاة والاخلاق الحسنة، فالخلق الحسن اثقل شيئ في الميزان، قال صلي الله عليه وسلم(ان حسن الخلق ليبلغ درجة القائم والصائم الذي لايفتر) فأطيعيهم، تكوني بلغتي درجة في قلب زوجك، اكثر الاماكن وأعلى المنازل، واصفاها، فيقدرك ويرفع شانك، فأنت وجدته قد اكتمل رجولته، وشب في الحياة فوصل الي عمله، وبني بيته، فلا تنسي ولا تتناسي ذلك الفضل لهم، انهم ربوه وكبروه حتي وصل اليك ، فجزاهم الله خير الجزاء فالمرأة الصالحة لاتنسي الفضل والنعمة، ولاينساه الا لئيم جاحد، متكبر ومستكبر، قال تعالي(هل جزاء الاحسان الا الاحسان)

ان سوء الخلق ان تنسي او تتناسي ان امه وابوه واخوته هم الذين بثوا فيه تلك الاخلاق، والقيم ،واعلمي ان خدمتك في بيت زوجك ليس كعبدة ،او خادمة، ولكن اسمعي ما قاله الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم(مهنة احداكن في بيتها تدرك جهاد المجاهدين ان شاء الله) .. ولا تنسي ان تعبري له عن مشاعرك، فالكلمة الطيبة صدقة، وقولي له ما يجري في خاطرك، بدون حياء، فالحياء في غير موضعه ممقوت، وتكلمي حتي لا ينظر الي سواكي.




*الصبـــــــــــــــــــــــر:


ان الصبر نصف الايمان، وهو ضياء ونور، فعجب لأمر المؤمن ان امره كله خير، وليس ذلك الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر، فكان خير له، وان أصابته ضراء صبر، فكان خير له، قال تعالي (انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب) ، قال داودعليه السلام(يارب ما جزاء الحزين الذي يصبرعلي المصائب ابتغاء مرضاتك فقال:جزاؤه ان البسه لباس الايمان فلا انزعه عنه ابدا)

وقال صلي الله عليه وسلم(ما من شيئ يصيب المؤمن من نصب ولاحزن ولا وصب حتي الهم يهمه الا يكفر الله به سياته)الترمذي


وقال صلي الله عليه وسلم (من أعطي فشكر وابتلي فصبر وظلم فاستغفر وظلم فغفر ثم سكت .فقالوا :يا رسول الله ماله:فقال :أولئك لهم الأمن وهم مهتدون). ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي احد عطاء خيرا وأوسع من الصبر

قال الشاعر

اصبر قليلا وكن بالله معتصما............................لا تعجلن فان العجز بالعجل

الصبر مثل اسمه في كل نائبة............................لكن عواقبه احلي من العسل

واسمعي أيتها الفاضلة ما قاله الحبيب صلي الله عليه وسلم (أذا جمع الله الخلائق نادي منادي أين أهل الصبر فيقوم ناس وهم قليلون سراعا الى الجنة فتلقاهم الملائكة :فيقولون:انا نراكم سراعا الى الجنة من انتم فيقولون:نحن اهل الفضل فيقولون :ما كان فضلكم فيقولون :كنا اذا ظلمنا صبرنا وإذا أسيئ إلينا غفرنا وإذا اجهل علينا حلمنا فيقال لهم:ادخلوا الجنة فنعم اجر العاملين)

وقال الله في حديث قدسي ( اذا وجهت الى عبدي مصيبة في بدنه او ماله او ولده ثم يستقبل ذلك بصبر جميل استحيت منه يوم القيامة ان انصب له ميزانا او انشر له ديوانا)

[






..[/justify][/justify]

مشكور جدا

جزاك الله كل الخير