انثى من زمن النقاء
عدد المساهمات : 20012 نقاط الامتيـــــاز : 99165 تاريخ التسجيـل : 10/04/2009 تاريخ الميلاد : 12/06/1973 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : المـــــــزاج : جنس العضـو : احترام قوانين المنتدى : رسالة SMS : وسائط MMS : اوسمة الامتياز :
اضافات منتديات جسر المحبة توقيت دول العالم: عداد زوار منتديات جسر المحبة:
| موضوع: هل من عذر لصندوق النقد الدولي؟ الأحد فبراير 20, 2011 1:41 pm | |
| هل من عذر لصندوق النقد الدولي؟
بينما كان العالم يتقدم بخطوات متسارعة باتجاه شفير الهاوية الاقتصادية في صيف عام 2008، كان صندوق النقد الدولي بمؤسساته العديدة، يعيش حالة من النكران التاريخية لما يجري من مقدمات الأزمة المالية العالمية، التي تحولت فور اندلاعها إلى أزمة اقتصادية عالمية تاريخية، فاقت آثارها العالمية ما خلفه الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي. كان الصندوق مؤمناً بصورة مدهشة، بصلابة الأداء المالي في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وكان متأكداً من أن ''الحكمة'' الاقتصادية الأمريكية ــــــــــ البريطانية، ستحاصر أية مشكلات مهما كبرت أو عظمت! بل كان يروج لتماسك اقتصاد كل من لندن وواشنطن، بطرق مباشرة أحياناً، وملتوية أحياناً أخرى. لم يختلف صندوق النقد الدولي في سلوكه الغريب هذا، عن وكالات التصنيف العالمية الكبرى، التي رفعت ــ قبل الأزمة ــ تصنيفاتها لمؤسسات ومصارف إلى أعلى مستوى ممكن. ماذا حدث؟ كانت هذه المؤسسات والمصارف أول من لجأ إلى الحكومات مستجدية عونها تجنباً للانهيار. بل إن بعض هذه المؤسسات انهار بسرعة البرق. فور اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية طرحت عديد من الهيئات الدولية قائمة بأسماء المسؤولين المباشرين عنها. ومسؤولية هؤلاء انحصرت في عمليات التضليل التي كانوا يقومون بها، على أمل أن تتحسن الأحوال. أي أنهم مارسوا ما يمكن وصفه بـ ''المقامرة الاقتصادية''. لكن التاريخ لم يثبت حالة واحدة نجحت وفق هذا الأسلوب. ومع اعتراف الجهاز الرقابي في صندوق النقد الدولي، بأن هذا الأخير أخفق في تحديد المخاطر التي أدت إلى اندلاع الأزمة الكبرى، فإن هذا الصندوق يدخل دون تردد قائمة المسؤولين عن الأزمة. وإذا كان مفهوماً أن تقوم وكالات التصنيف ــــــــــ وهي خاصة ـــــــــ بتوزيع درجاتها العليا على مؤسسات لا تستحقها، فإنه يصعب فهم وقبول إخفاق صندوق النقد ــــــــــ وهو هيئة دولية عامة ـــــــــ في التنبؤ بمقدمات الأزمة العالمية، وفي التحذير من مصائبها الحتمية. ويصعب أيضاً التسامح مع القائمين على الصندوق، الذين يملكون أدق المعلومات عن أداء الاقتصاد العالمي، ويستطيعون الحصول على ما يريدون من معلومات ـــــــــ بصرف النظر عن المنغصات ــــــــ تساعدهم على وضع التصورات الاقتصادية، علماً بأن هناك أصواتا صدح بها مختصون اقتصاديون مستقلون في عام 2007، تحذر من وقوع العالم في أزمة ستكلفه الكثير، وسيعيش معها طويلاً. بماذا رد المسؤولون المباشرون عن الأزمة على هؤلاء؟ وصفوهم بالمتشائمين الكئيبين! وفي الوقت الذي كانت فيه المؤسسات المالية في العالم الغربي كله تستقبل رياح الأزمة، قبل أن تتحول إلى عواصف وكوارث فيما بعد، كانت إدارة صندوق النقد تؤكد أن دولة كالولايات المتحدة تجنبت الدخول في هبوط مؤلم. بل ذهبت أبعد من ذلك بصورة غريبة، حين أعلنت: ''أن أسوأ الأنباء أصبح من الماضي''، بينما المستقبل الاقتصادي المريع كان يتشكل على مستوى العالم أجمع! لقد أثبت صندوق النقد الدولي أنه نصير قوي للقطاع المالي الأمريكي، ولا بأس أن يكون البريطاني معه! وأثبتت إدارته رعونة لم تحدث من قبل، عندما كانت تتجاهل تقديرات حتى المستشارين والخبراء التابعين للصندوق نفسه، الذين كانوا يحذرون من وجود خطر بانتشار واسع النطاق، لعدم الاستقرار المالي. المصيبة أن مقدمات الأزمة الاقتصادية العالمية لم تكن مبهمة ولا ضبابية. كانت واضحة المعالم، ويمكن لأي مراقب أن يتابعها، ويصل إلى أقرب تقدير لنتائجها. غير أن صندوق النقد ظل طوال السنوات التي سبقت الأزمة متمسكاً ''بنجاعة'' الأداء المالي في الدول الكبرى، وبقدرته على الصمود في مواجهة أي أزمات قد تظهر. كما أن الصندوق كان مؤمناً بقوة بالنظام الاقتصادي العالمي الذي كان سائداً قبل الأزمة. الذي حدث أن المؤسسات المالية الكبرى انهارت، وأُنقذ ما يمكن إنقاذه منها، لكن ليس قبل انهيار النظام الاقتصادي العالمي نفسه، الذي دفع العالم الآن لتأسيس نظام جديد لا يشبهه. نظام يأخذ في الاعتبار الأخطاء الكارثية التي خلفها نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية، وبروز قوى اقتصادية تستحق أن يكون لها دور أساس في صنع القرار الاقتصادي العالمي.
| |
|