حزن في كأس
عدد المساهمات : 4371 نقاط الامتيـــــاز : 43450 تاريخ التسجيـل : 17/08/2009 تاريخ الميلاد : 09/03/1973 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : جنس العضـو : رسالة SMS : اوسمة الامتياز :
| موضوع: علاقة بالأبيض والأسود السبت نوفمبر 21, 2009 10:44 pm | |
| [size=25]
-1-تحدث الاشياء مصادفة ً وكأنها القدر , سأكون صريحاً لكي لا أترك فراغاً يتسلل منه وسواسٌ خنّاس ولا حمّالُ كذب يتسلى بهزّ النصّ ليتسّاقط عليَّ طيناً كما يحدث في كل مرّة .. سأكون صريحا ً أبعد مما يمكن للشمس أن تبلغه حتى لو امتلكت تصاريحَ سارية المفعول للوصول الى حبل الوتين !, الصراحة جيدّة خصوصاً في الايام التي نفقد فيها قدرتنا على النطق ونصاب بشئ من الخرس الجليل , ذلك أنّ الدولة ماهرة في غسل المواطنين وعقولهم كذلك , وبالتالي أنت مجرد سافل لا يمكن أن يكون صريحاً حتى مع نفسه حرصاً على بقاء الرأس في مكانه وأكياس القمامة تماماً بجانب الحاوية , الأشياء جميلةٌ هكذا ! حين تكون عفوية وصارخة باتجاه واحد ولا تحتمل أكثر من معنى للصراحة هو الكذب !
تحدث الاشياء مطلقة وعشوائيةً حين نكون مصطفين في انتظار باص الجامعة ثم ولأسباب لا أعرفها تماماً تعود الأشياء لتحدث أمامي في المكتبة وأنا أطالع رفـّاً طويلاً للكتب أبحث فيه عن رواية يكون الحزن شرطاً فيها, والعاشقُ مجردٌ من حقّه في الحنين, وديوان شعر يفرّق بينَ المرء وزوجه لأسباب سياسية وأخرى تتعلق بحق الله على العباد! , بكل تأكيد لن أجد تفسيراً مهما لظواهر عديدة تحدث في الشارع في المقهى في الجامعة في غرفة النوم وعلى رصيف القلب , لمجرد أنني أبحث باستمرار عن هذا التفسير في كتاب أو على ضفة نهر للحبر الأحمر .. وهذا ما يجعلني أخجل دائماً من كوني محترماً وغامضاً ومولعاً بالنقر على الشبابيك في نفس الوقت …
يحتدم الصراع بيني وبيني لتظهر الأشياءُ مرة أخرى على شكل ِ أنثى تسأل فجأة عن مدى إبتعادها عن كتاب واقترابها من هالكٍ يمضي آخر ساعاته في التنقيب عن تعاسةٍ فارهة , ولباقةٍ مفرطةٍ في الحديث ,وعلاقاتٍ بالأبيض والأسود لا تكون في العادةِ الا مع مجموعةٍ من الفارغين من الحياة والممتلئين بالكلمات .. فأجيبها بفصاحةِ طالب في الصفِّ الأول , يتقن تغليف العبارات وكأنها هدية يوم ميلاد , ” هناكَ وهنا “.. فتضحك بشراهة ٍ وكأنها لأول مرّةٍ تتذوق لغة ً مفرومة ً بعناية .. ” لا يمكن أن يكونَ هناكَ وهنا ” , تمالكتُ ما يمكن لرجل في مقتبل الحبِّ أن يتمالكه وبحثت لها عن الكتاب ليكونَ الشوكةَ الأولى التي أزرعها في كفِّ إمرأة ٍ لا تكون بهذا الجمال وهذه البساطة دون سبب واضح , هل يمكن أن يكون للجنون علاقة بالأمر , أم أنها مجرد أنثى جميلة ترتاد المكتبة لتشعر بأنها جزء من المجانين الذين يضعون نظارات على أعينهم يخفون بها آثارَ تناولهم المفرط للكلمات واحتسائهم الوحشي للقهوة ..!
-2-لطالما فكّرتُ بالجلوس على مرمى سفر , أما أن أجلس على مرمى كتاب , فكانت هذه حالة استثنائية بالنسبة لي , تحصل مرّة في العمر ومرتين إذا كنتُ جيّداً في توزيح النظرات وكأنها حلوى العيد في مكان ٍ الكل فيه مشغول بتغذية عقله , وأنا فقط المهتم الوحيد بما أعتقد أنه وجبة قلبية ساقها سوء الحظ اليّ عمداً لأخرج من قفصٍ قديم ٍلم يكن مجنوناً كفاية ليستوعب حاجتي لمن يربت بيدين مباركتين على كتف مثقل بالهزائم , ولم يكن متساهلاً لجعلي أشعر بالونس الحقير , ولأن الأشياءَ الجميلة لا تـُستجدى والشوارع التي تتنكر للمارين فيها لا تصلحُ أن تكون مكاناً للذكريات الجميلة , قررتُ الخروج معلناً الهزيمة وحاملاً بين عينيَّ واجب الثأر …
-3-أعود للنظر الى ذلك الوجه الذي حصلَ في موسم الجفاف وأفرحُ كطفل يتيم يتسلى بعدّ نبضات قلبه الميّت ليتأكد أنه مازال ينبض قمحاً , ربما وفي ظروف استثنائية كالتي يعيشها الان يتحول الى ابتسامة عريضه ومباردة للحديث في القضايا الساخنة , أبادر بأن الشِّعر أجمل ما يمكن أن يحدث في حياة رجل باع إحدى عينيه ويساومونه على الثانيه, تمسحني بنظرات صقر لعلها تستوعب فكرة أن يجلس معها رجل غريب على نفس حافة البئر ليشاركها الحياةَ والشعر وربما الموت على نفس الحافة … ترد بذات الإبتسامة المرسومة على وجهي بحذر شديد وارتياح مفرط … قالت:”والشعر أجمل ما يحدث في حياة إمرأة استثنائية ” … أستمتع بالحديث اليها وأسمح لنفسي بالجلوس على مرمى كتابٍ تماما .. لأكون أنا وهي وجهاً لوجه كل منّا متأكد أن الشعر هو القناة المفضلة والتي سنمضي جل الوقت بالحديث عنها حتى أستطردَ الى فكرة أنني شاعر وأجيد نسج تلك الخيوط العنكبوتية بأصابع عازف بيانو وعقل مهندس في الثانية والعشرين من العمر … يعجبها شكل العرق وهو يختصر عليّ الكثير من الكلمات, مثلاً أنها رائعة وأنا منزعج لمواصلتي النظر بشغف الى عينيها الباردتين وبشرتها الناعمة .. أو أن نصف ساعة من الوقت الجميل من الممكن أن تستمر اذا لم نبالغ في النظر الى العقارب وهي تلدغ الدقاق فتتسبب في موتها واحدة تلو الأخرى .. ودون مقدمات تطلب الإذن بالرحيل , هي لم تترك عنواناً ولا بريداً الكترونياً ولا حتى اسماً يُمَكِّنُني من اقتفاء رائحة الياسمين التي فاحت من لحمها حين نهضت لتتركني أدور مثل سحابة في يوم ماطر … -قالت:” من الممكن أن أراكَ لاحقاً اذا كنت ترتاد هذا المسلخ بكثره ” … -تجيبها أنت : ” نعم بالتأكيد , سأرتاده حتى لو كنت لا أفعل في العادة الا نادراً ” … تتحرر من مقعدها وتمسك بطرف فستانها الغجري وتمضي مخلفة ورائها مدينة ً من الحزن استفاقت للتو من سباتها ..!
-4-بامكاني الآن أن أصبح عاشقاً من جديد , بامكاني أن أثور على شجرة الزيتون التي زرعتها يوماً لآكل من ثمرها وأستظل بظلها فما كان منها الا أن أصبحت عاقراً مع بعض التحفظات , عارية من الورق ,” تمد فروعها للناس ” في محاولةٍ لجعلي أشعر بالخيبة والفشل , ولكنني ولحسن الحظ شعرت برغبة في الكئابة الصريحة والخروج بما تبقى من قلب كان من الممكن أن يصبح بارعاً في تأدية واجبه كفلّاح يعرف كيف يغازل الأرض ويتعهدها بالحب والتقبيل حتى تصير أشهى من الخرافة ! [/size] | |
|
انثى من زمن النقاء
عدد المساهمات : 20012 نقاط الامتيـــــاز : 99165 تاريخ التسجيـل : 10/04/2009 تاريخ الميلاد : 12/06/1973 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : المـــــــزاج : جنس العضـو : احترام قوانين المنتدى : رسالة SMS : وسائط MMS : اوسمة الامتياز :
اضافات منتديات جسر المحبة توقيت دول العالم: عداد زوار منتديات جسر المحبة:
| موضوع: رد: علاقة بالأبيض والأسود الأربعاء ديسمبر 09, 2009 8:56 am | |
| | |
|
حزن في كأس
عدد المساهمات : 4371 نقاط الامتيـــــاز : 43450 تاريخ التسجيـل : 17/08/2009 تاريخ الميلاد : 09/03/1973 الوظيفــــــة : الهوايـــــــة : الجنسيــــــة : الدولـــــــة : جنس العضـو : رسالة SMS : اوسمة الامتياز :
| موضوع: رد: علاقة بالأبيض والأسود السبت ديسمبر 26, 2009 3:48 pm | |
| | |
|