العولمة بين تعميق الفقر و تطويقه

العولمة بين تعميق الفقر و تطويقه

أضحى مصطلح العولمة من المصطلحات ذائعة الصيت في عالم اليوم، ووجد الحكام والمسؤولون في العالم الثالث ضالتهم الكبرى في ظاهرة العولمة، حيث حملوها كافة المشاكل التي تعاني منها بلادهم وعلى رأسها الفقر و أضلاعه الثلاثة والمتمثلة في الجهل والمرض والفقر. والحقيقة أن العولمة ليست وليدة العقود الثلاثة الأخيرة، بل إنها ظاهرة قديمة وإن إختلفت أشكالها. فكانت هناك عولمة صاحبت ظهور أوراق البنكنوت، والتعامل في الأوراق المالية، وتحركات الأيدى العاملة ورؤوس الأموال؛ بل إن الاستعمار كان في وقته ظاهرة من ظواهر العولمة في شكل بسط نفوذ العالم الغربي على العالم الضعيف في شكل عولمة استعمارية.
فالعولمة سنة من سنن الله في الأرض وطبيعة فطرية لتطور الكون، حيث يلتقي البشر في مجموعة من الأمور الحياتية ولكن من خلال سيطرة قوى أو مجموعة على قوى أو مجموعة أخرى. إلا أن العولمة التي يشهدها العالم منذ بداية عقد التسعينات من القرن العشرين الميلادي الماضي هي أكثر في حدتها ونطاقها الجغرافي وأشد في تمركزها، حيث تتمحور حول حضارة العالم الغربي وذلك بسبب التقدم المذهل الذي أحرزته الدول الغربية في مجال الصناعة، وكذلك الثورة العارمة في تكنولوچيا المعلومات وثورة الإتصالات التي مكنت من إذابة الحدود بين الدول وقلصت من سيادة الدولة على أراضيها وسرَّعت من اتخاذ القرار لوفرة المعلومات. وتطلب الأمر دولاً ومسؤولين من طراز آخر قادر على التعامل مع عولمة العالم وجعله يتمحور حول قطب وحضارة واحدة هي الحضارة الغربية المادية. فالعولمة ليست أمرًا كله خير، ولكنها ليست أمرًا كله شر. فلم يكن الفقر في هذه الدول النامية وليد اليوم، أو وليد العولمة وآثارها، ولكنه ممتد بجذوره في أحشاء وهياكل هذه الدول.
ولذا لزم الأمر البحث جدياً في الأسباب الجوهرية للفقر والعمل بإرادة حقيقية لتقليص الفقر خاصة وأنها تعدت ظاهرة «الفقر الاقتصادي» المحدودة وأصبحت معظم هذه الدول تعاني من فقر عام هو «فقر إمكانيات وقدرات بشرية وإدارية».

جزاكي الله خيرا

رائع جدا الله يعطيكي العافيه

تحياتي

» بحث حول العولمة
» من قال أن العولمة الاقتصادية ألغت الحدود
» أكثر من 30 مليارا.. ألا تكفي لمعالجة الفقر؟!
» تقييم سياسات وإستراتيجيات الإقلال من الفقر في عينة من الدول العربية